(
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=38أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كلا إنا خلقناهم مما يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=38أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ) والنعيم ضد البؤس ، والمعنى أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون .
[ ص: 117 ] ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كلا ) وهو ردع لهم عن ذلك الطمع الفاسد .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39إنا خلقناهم مما يعلمون ) وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : الغرض من هذا
nindex.php?page=treesubj&link=30340_30336الاستدلال على صحة البعث ، كأنه قال لما قدرت على أن أخلقكم من النطفة ، وجب أن أكون قادرا على بعثكم .
المسألة الثانية : ذكروا في تعلق هذه الآية بما قبلها وجوها :
أحدها : أنه لما احتج على صحة البعث دل على أنهم كانوا منكرين للبعث ، فكأنه قيل لهم : كلا إنكم منكرون للبعث ، فمن أين تطمعون في دخول الجنة .
وثانيها : أن المستهزئين كانوا يستحقرون المؤمنين ، فقال تعالى : هؤلاء المستهزئون مخلوقون مما خلقوا ، فكيف يليق بهم هذا الاحتقار .
وثالثها : أنهم مخلوقون من هذه الأشياء المستقذرة ، فلو لم يتصفوا بالإيمان والمعرفة ، فكيف يليق بالحكيم إدخالهم الجنة .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) .
يعني مشرق كل يوم من السنة ومغربه أو مشرق كل كوكب ومغربه ، أو المراد بالمشرق ظهور دعوة كل نبي وبالمغرب موته, أو المراد أنواع الهدايات والخذلانات (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40إنا لقادرون nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين ) وهو مفسر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41وما نحن بمسبوقين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61على أن نبدل أمثالكم ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فذرهم يخوضوا ) مفسر في آخر سورة والطور ، واختلفوا في أن ما وصف الله نفسه بالقدرة عليه من ذلك هل خرج إلى الفعل أم لا ؟ فقال بعضهم : بدل الله بهم
الأنصار والمهاجرين فإن حالتهم في نصرة الرسول مشهورة ، وقال آخرون : بل بدل الله كفر بعضهم بالإيمان ، وقال بعضهم : لم يقع هذا التبديل ، فإنهم أو أكثرهم بقوا على جملة كفرهم إلى أن ماتوا ، وإنما كان يصح وقوع التبديل بهم لو أهلكوا ؛ لأن مراده تعالى بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40إنا لقادرون nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41على أن نبدل خيرا منهم ) بطريق الإهلاك ، فإذا لم يحصل ذلك فكيف يحكم بأن ذلك قد وقع ، وإنما هدد تعالى القوم بذلك لكي يؤمنوا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=38أَيَطْمَعُ كُلُ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=38أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) وَالنَّعِيمُ ضِدُّ الْبُؤْسِ ، وَالْمَعْنَى أَيَطْمَعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ يَدْخُلَ جَنَّتِي كَمَا يَدْخُلُهَا الْمُسْلِمُونَ .
[ ص: 117 ] ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كَلَّا ) وَهُوَ رَدْعٌ لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ الطَّمَعِ الْفَاسِدِ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) وَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : الْغَرَضُ مِنْ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=30340_30336الِاسْتِدْلَالِ عَلَى صِحَّةِ الْبَعْثِ ، كَأَنَّهُ قَالَ لَمَّا قَدَرْتُ عَلَى أَنْ أَخْلُقَكُمْ مِنَ النُّطْفَةِ ، وَجَبَ أَنْ أَكُونَ قَادِرًا عَلَى بَعْثِكُمْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : ذَكَرُوا فِي تَعَلُّقِ هَذِهِ الْآيَةِ بِمَا قَبْلَهَا وُجُوهًا :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَمَّا احْتَجَّ عَلَى صِحَّةِ الْبَعْثِ دَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا مُنْكِرِينَ لِلْبَعْثِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ لَهُمْ : كَلَّا إِنَّكُمْ مُنْكِرُونَ لِلْبَعْثِ ، فَمِنْ أَيْنَ تَطْمَعُونَ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ .
وَثَانِيهَا : أَنَّ الْمُسْتَهْزِئِينَ كَانُوا يَسْتَحْقِرُونَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ تَعَالَى : هَؤُلَاءِ الْمُسْتَهْزِئُونَ مَخْلُوقُونَ مِمَّا خُلِقُوا ، فَكَيْفَ يَلِيقُ بِهِمْ هَذَا الِاحْتِقَارُ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُسْتَقْذَرَةِ ، فَلَوْ لَمْ يَتَّصِفُوا بِالْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ ، فَكَيْفَ يَلِيقُ بِالْحَكِيمِ إِدْخَالُهُمُ الْجَنَّةَ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) .
يَعْنِي مَشْرِقَ كُلِّ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ وَمَغْرِبَهُ أَوْ مَشْرِقَ كُلِّ كَوْكَبٍ وَمَغْرِبَهُ ، أَوِ الْمُرَادُ بِالْمَشْرِقِ ظُهُورُ دَعْوَةِ كُلِّ نَبِيٍّ وَبِالْمَغْرِبِ مَوْتُهُ, أَوِ الْمُرَادُ أَنْوَاعُ الْهِدَايَاتِ وَالْخِذْلَانَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40إِنَّا لَقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) وَهُوَ مُفَسَّرٌ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا ) مُفَسَّرٌ فِي آخِرِ سُورَةِ وَالطُّورِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ مَا وَصَفَ اللَّهُ نَفْسَهُ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ هَلْ خَرَجَ إِلَى الْفِعْلِ أَمْ لَا ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَدَّلَ اللَّهُ بِهِمُ
الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرِينَ فَإِنَّ حَالَتَهُمْ فِي نُصْرَةِ الرَّسُولِ مَشْهُورَةٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ بَدَّلَ اللَّهُ كُفْرَ بَعْضِهِمْ بِالْإِيمَانِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمْ يَقَعْ هَذَا التَّبْدِيلُ ، فَإِنَّهُمْ أَوْ أَكْثَرَهُمْ بَقُوا عَلَى جُمْلَةِ كُفْرِهِمْ إِلَى أَنْ مَاتُوا ، وَإِنَّمَا كَانَ يَصِحُّ وُقُوعُ التَّبْدِيلِ بِهِمْ لَوْ أُهْلِكُوا ؛ لَأَنَّ مُرَادَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40إِنَّا لَقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ ) بِطَرِيقِ الْإِهْلَاكِ ، فَإِذَا لَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ فَكَيْفَ يُحْكَمُ بِأَنَّ ذَلِكَ قَدْ وَقَعَ ، وَإِنَّمَا هَدَّدَ تَعَالَى الْقَوْمَ بِذَلِكَ لِكَيْ يُؤْمِنُوا .