(
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) .
النوع الثالث : من جملة الموحى
nindex.php?page=treesubj&link=32756_29043قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : التقدير : قل أوحي إلي أن المساجد لله ، ومذهب
الخليل أن التقدير ولأن المساجد لله فلا تدعوا ، فعلى هذا اللام متعلقة ، فلا تدعوا ، أي فلا تدعوا مع الله أحدا في المساجد ؛ لأنها لله خاصة ، ونظيره قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وإن هذه أمتكم ) [ المؤمنون : 52] على معنى ، ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ، أي لأجل هذا المعنى فاعبدون .
المسألة الثانية : اختلفوا في المساجد على وجوه :
أحدها : وهو قول الأكثرين أنها المواضع التي بنيت للصلاة وذكر الله , ويدخل فيها الكنائس والبيع ومساجد المسلمين ، وذلك أن أهل الكتاب يشركون في صلاتهم في البيع والكنائس ، فأمر الله المسلمين بالإخلاص والتوحيد .
وثانيها : قال
الحسن : أراد بالمساجد البقاع كلها قال عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013880جعلت لي الأرض مسجدا " كأنه تعالى قال : الأرض كلها مخلوقة لله
[ ص: 144 ] تعالى فلا تسجدوا عليها لغير خالقها .
وثالثها : روي عن
الحسن أيضا أنه قال : المساجد هي الصلوات . فالمساجد على هذا القول جمع مسجد بفتح الجيم, والمسجد على هذا القول مصدر بمعنى السجود .
ورابعها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : المساجد
nindex.php?page=treesubj&link=25845الأعضاء التي يسجد العبد عليها وهي سبعة ؛ القدمان والركبتان واليدان والوجه ، وهذا القول اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري ، قال : لأن هذه الأعضاء هي التي يقع السجود عليها وهي مخلوقة لله تعالى ، فلا ينبغي أن يسجد العاقل عليها لغير الله تعالى ، وعلى هذا القول معنى المساجد مواضع السجود من الجسد واحدها مسجد بفتح الجيم .
وخامسها : قال
عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : يريد بالمساجد
مكة بجميع ما فيها من المساجد ، وذلك لأن
مكة قبلة الدنيا وكل أحد يسجد إليها ، قال
الواحدي : وواحد المساجد على الأقوال كلها مسجد بفتح الجيم إلا على قول من يقول : إنها المواضع التي بنيت للصلاة فإن واحدها بكسر الجيم لأن المواضع والمصادر كلها من هذا الباب بفتح العين إلا في أحرف معدودة وهي : المسجد والمطلع والمنسك والمسكن والمنبت والمفرق والمسقط والمجزر والمحشر والمشرق والمغرب ، وقد جاء في بعضها الفتح وهو المنسك والمسكن والمفرق والمطلع ، وهو جائز في كلها وإن لم يسمع .
المسألة الثالثة : قال
الحسن : من السنة إذا دخل الرجل المسجد أن يقول : لا إله إلا الله لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18فلا تدعوا مع الله أحدا ) في ضمنه أمر بذكر الله وبدعائه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) .
النَّوْعُ الثَّالِثُ : مِنْ جُمْلَةِ الْمُوحَى
nindex.php?page=treesubj&link=32756_29043قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : التَّقْدِيرُ : قُلْ أُوحِي إِلَيَّ أَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ، وَمَذْهَبُ
الْخَلِيلِ أَنَّ التَّقْدِيرَ وَلِأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا ، فَعَلَى هَذَا اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ ، فَلَا تَدْعُوا ، أَيْ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا فِي الْمَسَاجِدِ ؛ لِأَنَّهَا لِلَّهِ خَاصَّةً ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 52] عَلَى مَعْنَى ، وَلِأَنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ، أَيْ لِأَجْلِ هَذَا الْمَعْنَى فَاعْبُدُونِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : اخْتَلَفُوا فِي الْمَسَاجِدِ عَلَى وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ أَنَّهَا الْمَوَاضِعُ الَّتِي بُنِيَتْ لِلصَّلَاةِ وَذِكْرِ اللَّهِ , وَيَدْخُلُ فِيهَا الْكَنَائِسُ وَالْبِيَعُ وَمَسَاجِدُ الْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُشْرِكُونَ فِي صَلَاتِهِمْ فِي الْبِيَعِ وَالْكَنَائِسِ ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِالْإِخْلَاصِ وَالتَّوْحِيدِ .
وَثَانِيهَا : قَالَ
الْحَسَنُ : أَرَادَ بِالْمَسَاجِدِ الْبِقَاعَ كُلَّهَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013880جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا " كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ : الْأَرْضُ كُلُّهَا مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ
[ ص: 144 ] تَعَالَى فَلَا تَسْجُدُوا عَلَيْهَا لِغَيْرِ خَالِقِهَا .
وَثَالِثُهَا : رُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : الْمَسَاجِدُ هِيَ الصَّلَوَاتُ . فَالْمَسَاجِدُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَمْعُ مَسْجَدٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ, وَالْمَسْجَدُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى السُّجُودِ .
وَرَابِعُهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : الْمَسَاجِدُ
nindex.php?page=treesubj&link=25845الْأَعْضَاءُ الَّتِي يَسْجُدُ الْعَبْدُ عَلَيْهَا وَهِيَ سَبْعَةٌ ؛ الْقَدَمَانِ وَالرُّكْبَتَانِ وَالْيَدَانِ وَالْوَجْهُ ، وَهَذَا الْقَوْلُ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ ، قَالَ : لِأَنَّ هَذِهِ الْأَعْضَاءَ هِيَ الَّتِي يَقَعُ السُّجُودُ عَلَيْهَا وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ الْعَاقِلُ عَلَيْهَا لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ مَعْنَى الْمَسَاجِدِ مَوَاضِعُ السُّجُودِ مِنَ الْجَسَدِ وَاحِدُهَا مَسْجَدٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ .
وَخَامِسُهَا : قَالَ
عَطَاءٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يُرِيدُ بِالْمَسَاجِدِ
مَكَّةَ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ
مَكَّةَ قِبْلَةُ الدُّنْيَا وَكُلُّ أَحَدٍ يَسْجُدُ إِلَيْهَا ، قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَوَاحِدُ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْأَقْوَالِ كُلِّهَا مَسْجَدٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ إِلَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ : إِنَّهَا الْمَوَاضِعُ الَّتِي بُنَيَتْ لِلصَّلَاةِ فَإِنَّ وَاحِدَهَا بِكَسْرِ الْجِيمِ لِأَنَّ الْمَوَاضِعَ وَالْمَصَادِرَ كُلَّهَا مِنْ هَذَا الْبَابِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ إِلَّا فِي أَحْرُفٍ مَعْدُودَةٍ وَهِيَ : الْمَسْجِدُ وَالْمَطْلِعُ وَالْمَنْسِكُ وَالْمَسْكِنُ وَالْمَنْبِتُ وَالْمَفْرِقُ وَالْمَسْقِطُ وَالْمَجْزِرُ وَالْمَحْشِرُ وَالْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِهَا الْفَتْحُ وَهُوَ الْمَنْسَكُ وَالْمَسْكَنُ وَالْمَفْرَقُ وَالْمَطْلَعُ ، وَهُوَ جَائِزٌ فِي كُلِّهَا وَإِنْ لَمْ يُسْمَعْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَالَ
الْحَسَنُ : مِنَ السُّنَّةِ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْمَسْجِدَ أَنْ يَقُولَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) فِي ضِمْنِهِ أَمْرٌ بِذِكْرِ اللَّهِ وَبِدُعَائِهِ .