( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )
ثم ذكر تعالى الحكمة في إعطاء المال فقال : ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : قال : تجدوه عند الله خيرا وأعظم أجرا من الذي تؤخره إلى وصيتك عند الموت ، وقال ابن عباس الزجاج : وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا لكم من متاع الدنيا ، والقول ما قاله . ابن عباس
المسألة الثانية : معنى الآية : إلا أنه قال : " هو خيرا " للتأكيد والمبالغة ، وقرأ وما تقدموا لأنفسكم من خير فإنكم تجدوه عند الله خيرا وأعظم أجرا أبو السمال : " هو خير وأعظم أجرا " بالرفع على الابتداء والخبر ، ثم قال : ( واستغفروا الله ) لذنوبكم والتقصيرات الصادرة منكم ؛ خاصة في قيام الليل ( إن الله غفور ) لذنوب المؤمنين ( رحيم ) بهم ، وفي " الغفور " قولان :
أحدهما : أنه غفور لجميع الذنوب ، وهو قول مقاتل .
والثاني : أنه غفور لمن يصر على الذنب ، احتج مقاتل على قوله بوجهين :
الأول : أن قوله ( غفور رحيم ) يتناول التائب والمصر ، بدليل أنه يصح استثناء كل واحد منهما وحده عنه ، وحكم الاستثناء إخراج ما لولاه لدخل .
والثاني : أن غفران التائب واجب عند الخصم ، ، والغرض من الآية تقرير المدح ، فوجب حمله على الكل تحقيقا للمدح ، والله سبحانه وتعالى أعلم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ولا يحصل المدح بأداء الواجب محمد النبي وآله وصحبه أجمعين .