(
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=18467_32324_29051_32343وما يدريك لعله يزكى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أو يذكر فتنفعه الذكرى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أما من استغنى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فأنت له تصدى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وما عليك ألا يزكى )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أو يذكر فتنفعه الذكرى ) فيه قولان : الأول : أي شيء يجعلك داريا بحال هذا الأعمى لعله يتطهر بما يتلقن منك، من الجهل أو الإثم، أو يتعظ فتنفعه ذكراك أي موعظتك، فتكون له لطفا في بعض الطاعات، وبالجملة فلعل ذلك العلم الذي يتلقفه عنك يطهره عن بعض ما لا ينبغي، وهو الجهل والمعصية، أو يشغله ببعض ما ينبغي وهو الطاعة . الثاني : أن الضمير في لعله للكافر، بمعنى أنت طمعت في أن يزكى الكافر بالإسلام أو يذكر فتقربه الذكرى إلى قبول الحق (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك ) أن ما طمعت فيه كائن، وقرئ "فتنفعه" بالرفع عطفا على "يذكر"، وبالنصب جوابا للعل، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع إلى إله موسى ) [غافر : 37] وقد مر .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أما من استغنى ) قال
عطاء : يريد عن الإيمان، وقال
الكلبي : استغنى عن الله، وقال بعضهم : استغنى أثرى; وهو فاسد هاهنا، لأن إقبال النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن لثروتهم ومالهم حتى يقال له أما من أثرى، فأنت تقبل عليه، ولأنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=8وأما من جاءك يسعى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=9وهو يخشى ) ولم يقل وهو فقير عدم، ومن قال : أما من استغنى بماله فهو صحيح، لأن المعنى أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28676استغنى عن الإيمان والقرآن بما له من المال .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فأنت له تصدى ) قال
الزجاج : أي أنت تقبل عليه وتتعرض له وتميل إليه، يقال تصدى فلان لفلان، يتصدى إذا تعرض له، والأصل فيه تصدد يتصدى من الصدد، وهو ما استقبلك وصار قبالتك، وقد ذكرنا مثل هذا في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35إلا مكاء وتصدية ) [الأنفال : 35] وقرئ ( تصدى ) بالتشديد بإدغام التاء في الصاد، وقرأ
أبو جعفر : تصدي، بضم التاء، أي تعرض، ومعناه يدعوك داع إلى التصدي له من الحرص، والتهالك على إسلامه .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وما عليك ألا يزكى ) المعنى
nindex.php?page=treesubj&link=32028لا شيء عليك في أن لا يسلم من تدعوه إلى الإسلام، فإنه ليس عليك إلا البلاغ، أي لا يبلغن بك الحرص على إسلامهم إلى أن تعرض عمن أسلم للاشتغال بدعوتهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=18467_32324_29051_32343وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ) فِيهِ قَوْلَانِ : الْأَوَّلُ : أَيُّ شَيْءٍ يَجْعَلُكَ دَارِيًا بِحَالِ هَذَا الْأَعْمَى لَعَلَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَا يَتَلَقَّنُ مِنْكَ، مِنَ الْجَهْلِ أَوِ الْإِثْمِ، أَوْ يَتَّعِظُ فَتَنْفَعَهُ ذِكْرَاكَ أَيْ مَوْعِظَتُكَ، فَتَكُونَ لَهُ لُطْفًا فِي بَعْضِ الطَّاعَاتِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَعَلَّ ذَلِكَ الْعِلْمَ الَّذِي يَتَلَقَّفُهُ عَنْكَ يُطَهِّرُهُ عَنْ بَعْضِ مَا لَا يَنْبَغِي، وَهُوَ الْجَهْلُ وَالْمَعْصِيَةُ، أَوْ يَشْغَلُهُ بِبَعْضِ مَا يَنْبَغِي وَهُوَ الطَّاعَةُ . الثَّانِي : أَنَّ الضَّمِيرَ فِي لَعَلَّهُ لِلْكَافِرِ، بِمَعْنَى أَنْتَ طَمِعْتَ فِي أَنْ يَزَّكَّى الْكَافِرُ بِالْإِسْلَامِ أَوْ يَذَّكَّرَ فَتُقَرِّبَهُ الذِّكْرَى إِلَى قَبُولِ الْحَقِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ ) أَنَّ مَا طَمِعْتَ فِيهِ كَائِنٌ، وَقُرِئَ "فَتَنْفَعُهُ" بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى "يَذَّكَّرُ"، وَبِالنَّصْبِ جَوَابًا لِلَعَلَّ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) [غَافِرٍ : 37] وَقَدْ مَرَّ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ) قَالَ
عَطَاءٌ : يُرِيدُ عَنِ الْإِيمَانِ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : اسْتَغْنَى عَنِ اللَّهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : اسْتَغْنَى أَثْرَى; وَهُوَ فَاسِدٌ هَاهُنَا، لِأَنَّ إِقْبَالَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَكُنْ لِثَرْوَتِهِمْ وَمَالِهِمْ حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَمَّا مَنْ أَثْرَى، فَأَنْتَ تُقْبِلُ عَلَيْهِ، وَلِأَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=8وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=9وَهُوَ يَخْشَى ) وَلَمْ يَقُلْ وَهُوَ فَقِيرٌ عَدِمٌ، وَمَنْ قَالَ : أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى بِمَالِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28676اسْتَغْنَى عَنِ الْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ بِمَا لَهُ مِنَ الْمَالِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) قَالَ
الزَّجَّاجُ : أَيْ أَنْتَ تُقْبِلُ عَلَيْهِ وَتَتَعَرَّضُ لَهُ وَتَمِيلُ إِلَيْهِ، يُقَالُ تَصَدَّى فُلَانٌ لِفُلَانٍ، يَتَصَدَّى إِذَا تَعَرَّضَ لَهُ، وَالْأَصْلُ فِيهِ تَصَدَّدَ يَتَصَدَّى مِنَ الصَّدَدِ، وَهُوَ مَا اسْتَقْبَلَكَ وَصَارَ قُبَالَتَكَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِثْلَ هَذَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) [الْأَنْفَالِ : 35] وَقُرِئَ ( تَصَّدَّى ) بِالتَّشْدِيدِ بِإِدْغَامِ التَّاءِ فِي الصَّادِ، وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ : تُصْدِي، بِضَمِّ التَّاءِ، أَيْ تُعْرِضُ، وَمَعْنَاهُ يَدْعُوكَ دَاعٍ إِلَى التَّصَدِّي لَهُ مِنَ الْحِرْصِ، وَالتَّهَالُكِ عَلَى إِسْلَامِهِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=7وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) الْمَعْنَى
nindex.php?page=treesubj&link=32028لَا شَيْءَ عَلَيْكَ فِي أَنْ لَا يُسْلِمَ مَنْ تَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ، أَيْ لَا يَبْلُغَنَّ بِكَ الْحِرْصُ عَلَى إِسْلَامِهِمْ إِلَى أَنْ تُعْرِضَ عَمَّنْ أَسْلَمَ لِلِاشْتِغَالِ بِدَعْوَتِهِمْ .