( أو إطعام في يوم ذي مسغبة  يتيما ذا مقربة    ) 
قوله تعالى : ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة    ) فيه مسائل : 
المسألة الأولى : يقال : سغب سغبا إذا جاع فهو ساغب وسغبان ، قال صاحب " الكشاف " : المسغبة   [ ص: 169 ] والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب في النسب ، يقال : فلان ذو قرابتي وذو مقربتي وترب إذا افتقر ومعناه التصق بالتراب ، وأما أترب فاستغنى ، أي صار ذا مال كالتراب في الكثرة . قال الواحدي    : المتربة مصدر من قولهم ترب يترب تربا ، ومتربة مثل مسغبة إذا افتقر حتى لصق بالتراب . 
المسألة الثانية : حاصل القول في تفسير : ( يوم ذي مسغبة    ) ما قاله الحسن  وهو نائم : يوم محروص فيه على الطعام ، قال أبو علي    : ومعناه ما يقول النحويون في قولهم : ليل نائم ونهار صائم أي : ذو نوم وصوم . 
واعلم أن إخراج المال في وقت القحط والضرورة أثقل على النفس وأوجب للأجر  ، وهو كقوله : ( وآتى المال على حبه    ) [ البقرة : 177 ] وقال : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا    ) [ الإنسان : 8 ] وقرأ الحسن    : ( ذا مسغبة ) نصبه بإطعام ومعناه أو إطعام في يوم من الأيام ذا مسغبة . 
أما قوله تعالى : ( يتيما ذا مقربة    ) قال الزجاج    : ذا قرابة تقول : " زيد ذو قرابتي وذو مقربتي " ، و" زيد قرابتي " قبيح لأن القرابة مصدر ، قال مقاتل    : يعني يتيما بينه وبينه قرابة ، فقد اجتمع فيه حقان يتم وقرابة ، فإطعامه أفضل ، وقيل : يدخل فيه القرب بالجوار ، كما يدخل فيه القرب بالنسب . 
				
						
						
