(
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد ) فيه مسائل :
المسألة الأولى : في الآية قولان :
الأول : أن النفث النفخ مع ريق ، هكذا قاله صاحب الكشاف ، ومنهم
[ ص: 179 ] من قال : إنه النفخ فقط ، ومنه قوله عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16014143إن جبريل نفث في روعي ، والعقد جمع عقدة ، والسبب فيه أن الساحر إذا أخذ في قراءة الرقية أخذ خيطا ، ولا يزال يعقد عليه عقدا بعد عقد وينفث في تلك العقد ، وإنما أنث النفاثات لوجوه :
أحدها : أن هذه الصناعة إنما تعرف بالنساء ؛ لأنهن يعقدن وينفثن ، وذلك لأن الأصل الأعظم فيه ربط القلب بذلك الأمر وإحكام الهمة والوهم فيه ، وذلك إنما يتأتى من النساء لقلة علمهن وشدة شهوتهن ، فلا جرم كان هذا العمل منهن أقوى ، قال
أبو عبيدة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4النفاثات ) هن بنات
لبيد بن أعصم اليهودي سحرن النبي صلى الله عليه وسلم .
وثانيها : أن المراد من : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4النفاثات ) النفوس .
وثالثها : المراد منها الجماعات ، وذلك لأنه كلما كان اجتماع السحرة على العمل الواحد أكثر كان التأثير أشد .
القول الثاني : وهو اختيار
أبي مسلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات ) أي النساء في العقد ، أي في عزائم الرجال وآرائهم وهو مستعار من عقد الحبال ، والنفث وهو تليين العقدة من الحبل بريق يقذفه عليه ليصير حله سهلا ، فمعنى الآية أن النساء لأجل كثرة حبهن في قلوب الرجال يتصرفن في الرجال يحولنهم من رأي إلى رأي ، ومن عزيمة إلى عزيمة ، فأمر الله رسوله بالتعوذ من شرهن كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) [ التغابن : 14 ] فلذلك عظم الله كيدهن فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28إن كيدكن عظيم ) [ يوسف : 28 ] .
واعلم أن هذا القول حسن ، لولا أنه على خلاف قول أكثر المفسرين .
المسألة الثالثة : أنكرت
المعتزلة تأثير السحر ، وقد تقدمت هذه المسألة ، ثم قالوا :
nindex.php?page=treesubj&link=33084_28688سبب الاستعاذة من شرهن لثلاثة أوجه :
أحدها : أن يستعاذ من إثم عملهن في السحر .
والثاني : أن يستعاذ من فتنتهن الناس بسحرهن .
والثالث : أن يستعاذ من إطعامهن الأطعمة الرديئة المورثة للجنون والموت .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) فِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي الْآيَةِ قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ النَّفْثَ النَّفْخُ مَعَ رِيقٍ ، هَكَذَا قَالَهُ صَاحِبُ الْكَشَّافِ ، وَمِنْهُمْ
[ ص: 179 ] مَنْ قَالَ : إِنَّهُ النَّفْخُ فَقَطْ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16014143إِنَّ جِبْرِيلَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، وَالْعُقَدُ جَمْعُ عُقْدَةٍ ، وَالسَّبَبُ فِيهِ أَنَّ السَّاحِرَ إِذَا أَخَذَ فِي قِرَاءَةِ الرُّقْيَةِ أَخَذَ خَيْطًا ، وَلَا يَزَالُ يَعْقِدُ عَلَيْهِ عَقْدًا بَعْدَ عَقْدٍ وَيَنْفُثُ فِي تِلْكَ الْعُقَدِ ، وَإِنَّمَا أَنَّثَ النَّفَّاثَاتِ لِوُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ هَذِهِ الصِّنَاعَةَ إِنَّمَا تُعْرَفُ بِالنِّسَاءِ ؛ لِأَنَّهُنَّ يَعْقِدْنَ وَيَنْفُثْنَ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَصْلَ الْأَعْظَمَ فِيهِ رَبْطُ الْقَلْبِ بِذَلِكَ الْأَمْرِ وَإِحْكَامُ الْهِمَّةِ وَالْوَهْمِ فِيهِ ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَتَأَتَّى مِنَ النِّسَاءِ لِقِلَّةِ عِلْمِهِنَّ وَشِدَّةِ شَهْوَتِهِنَّ ، فَلَا جَرَمَ كَانَ هَذَا الْعَمَلُ مِنْهُنَّ أَقْوَى ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4النَّفَّاثَاتِ ) هُنَّ بَنَاتُ
لَبِيدِ بْنِ أَعْصَمَ الْيَهُودِيِّ سَحَرْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَثَانِيهَا : أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4النَّفَّاثَاتِ ) النُّفُوسُ .
وَثَالِثُهَا : الْمُرَادُ مِنْهَا الْجَمَاعَاتُ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ اجْتِمَاعُ السَّحَرَةِ عَلَى الْعَمَلِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ كَانَ التَّأْثِيرُ أَشَدَّ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبِي مُسْلِمٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ ) أَيِ النِّسَاءِ فِي الْعُقَدِ ، أَيْ فِي عَزَائِمِ الرِّجَالِ وَآرَائِهِمْ وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عَقْدِ الْحِبَالِ ، وَالنَّفْثُ وَهُوَ تَلْيِينُ الْعُقْدَةِ مِنَ الْحَبْلِ بِرِيقٍ يَقْذِفُهُ عَلَيْهِ لِيَصِيرَ حَلُّهُ سَهْلًا ، فَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ النِّسَاءَ لِأَجْلِ كَثْرَةِ حُبِّهِنَّ فِي قُلُوبِ الرِّجَالِ يَتَصَرَّفْنَ فِي الرِّجَالِ يُحَوِّلْنَهُمْ مِنْ رَأْيٍ إِلَى رَأْيٍ ، وَمِنْ عَزِيمَةٍ إِلَى عَزِيمَةٍ ، فَأَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِالتَّعَوُّذِ مِنْ شَرِّهِنَّ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) [ التَّغَابُنِ : 14 ] فَلِذَلِكَ عَظَّمَ اللَّهُ كَيْدَهُنَّ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) [ يُوسُفَ : 28 ] .
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ حَسَنٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ عَلَى خِلَافِ قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : أَنْكَرَتِ
الْمُعْتَزِلَةُ تَأْثِيرَ السِّحْرِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ ، ثُمَّ قَالُوا :
nindex.php?page=treesubj&link=33084_28688سَبَبُ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّهِنَّ لِثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنْ يُسْتَعَاذَ مِنْ إِثْمِ عَمَلِهِنَّ فِي السِّحْرِ .
وَالثَّانِي : أَنْ يُسْتَعَاذَ مِنْ فِتْنَتِهِنَّ النَّاسَ بِسِحْرِهِنَّ .
وَالثَّالِثُ : أَنْ يُسْتَعَاذَ مِنْ إِطْعَامِهِنَّ الْأَطْعِمَةَ الرَّدِيئَةَ الْمُوَرِّثَةَ لِلْجُنُونِ وَالْمَوْتِ .