قال المصنف رحمه الله تعالى ( وأما غير الراتبة فهي الصلوات التي يتطوع الإنسان بها في الليل والنهار وأفضلها التهجد لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة الليل } وأنها تفعل في وقت غفلة [ ص: 534 ] الناس وتركهم الطاعات فكانت أفضل ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم { ذاكرو الله في الغافلين كشجرة خضراء بين أشجار يابسة } وآخر الليل أفضل من أوله لقول الله تعالى { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون } ولأن الصلاة بعد النوم أشق ولأن المصلين فيه أقل فكان أفضل ، فإن جزأ الليل ثلاثة أجزاء فالثلث الأوسط أفضل لما روى عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه } ولأن الطاعات في هذا الوقت أقل فكانت الصلاة فيه أفضل ، ويكره أن يقوم الليل كله لما روى عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : { تصوم بالنهار ؟ : قلت : نعم ، قال : وتقوم الليل ؟ فقلت : نعم ، قال : لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وآتي النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني . } )


