[ ص: 248 ] كتاب هو في اللغة الإمساك ويستعمل في كل إمساك ، يقال : صام ، إذا سكت ، وصامت الخيل : وقفت ، وفي الشرع إمساك مخصوص عن شيء مخصوص وفي زمن مخصوص من شخص مخصوص ، ويقال : رمضان وشهر رمضان ، وهذا هو الصحيح الذي ذهب إليه الصيام والمحققون ، قالوا : ولا كراهة في قول : رمضان . وقال أصحاب البخاري : يكره أن يقال : رمضان ، بل لا يقال إلا شهر رمضان ، سواء إن كان هناك قرينة أم لا ، وزعموا أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، قال مالك : وروي ذلك عن البيهقي مجاهد والحسن والطريق إليهما ضعيف ورواه عن . واحتجوا بحديث رواه محمد بن كعب عن البيهقي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة } وهذا حديث ضعيف ضعفه لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان وغيره ، والضعف فيه بين ، فإن من رواته نجيح البيهقي السندي وهو ضعيف سيء الحفظ . وقال أكثر أصحابنا ، أو كثير منهم ، : إن كان هناك قرينة تصرفه إلى شهر رمضان فلا كراهة وإلا فيكره ، قالوا : فيقال : صمنا رمضان وقمنا رمضان ، ورمضان أفضل الأشهر ، وتطلب ليلة القدر في أواخر رمضان ، وأشباه ذلك ، ولا كراهة في هذا كله ، قالوا : وإنما يكره أن يقال : جاء رمضان ، ودخل رمضان وحضر رمضان ، وأحب [ ص: 249 ] رمضان ، والصواب أنه لا كراهة في قول رمضان مطلقا ، والمذهبان الآخران فاسدان ; لأن الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت فيه نهي ، وقولهم : إنه من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ، ولم يصح فيه شيء وأسماء الله تعالى توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح ، ولو ثبت أنه اسم لم يلزم منه كراهة . وقد ثبتت أحاديث كثيرة في الصحيحين في وابن الباقلاني في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حديث تسميته رمضان من غير شهر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة } رواه إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين البخاري بهذا اللفظ ، وفي رواية لهما { ومسلم } وفي رواية إذا دخل رمضان { لمسلم } وأشباه هذا في الصحيحين غير منحصرة . والله تعالى أعلم . إذا كان رمضان