الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8135 ) فصل : فإن حلف لا يأكل رطبا ، فأكل منصفا ، وهو الذي بعضه بسر وبعضه تمر ، أو مذنبا ، وهو الذي بدأ فيه الإرطاب من ذنبه وباقيه بسر ، أو حلف لا يأكل بسرا ، فأكل ذلك ، حنث . وبهذا قال أبو حنيفة ، ومحمد ، والشافعي . وقال أبو يوسف ، وبعض أصحاب الشافعي : لا يحنث ; لأنه لا يسمى رطبا ولا تمرا .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه أكل رطبا وبسرا ، فحنث ، كما لو أكل نصف رطبة ونصف بسرة منفردتين . وما ذكروه لا يصح ; فإن القدر الذي أرطب رطب ، والباقي بسر ، ولو أنه حلف لا يأكل الرطب ، فأكل القدر الذي أرطب من النصف ، حنث ، ولو حلف لا يأكل البسر ، فأكل البسر الذي في النصف حنث .

                                                                                                                                            وإن أكل البسر من يمينه على الرطب ، وأكل الرطب من يمينه على البسر ، لم يحنث واحد منهما . وإن حلف واحد ليأكلن رطبا ، وآخر ليأكلن بسرا ، فأكل الحالف على أكل الرطب ما في المنصف من الرطبة ، وأكل الآخر باقيها ، برا جميعا . وإن حلف ليأكلن رطبة أو بسرة ، أو لا يأكل ذلك ، فأكل منصفا ، لم يبر ولم يحنث ; لأنه ليس فيه رطبة ولا بسرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية