معنى النصرة 
يتردد مصطلح النصرة ومشتقاته في القرآن والحديث لتعني ما يلي: 
النصرة بمعنى اتباع دين الله، والجهاد في سبيله، وطاعة أوامره، واجتناب معاصيه؛ مثل قوله تعالى:   ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )    [محمد:7]. 
النصرة بمعنى التأييد والمساعدة على التفوق والغلبة؛ مثل قوله تعالى:    ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة )    [آل عمران:123]،    ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا )    [التوبة:25]. 
النصرة بمعنى المؤازرة؛ مثل قوله تعالى:    ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هـم المفلحون )    [الأعراف:157]. وفي الحديث: " النساء ينصر بعضهن بعضا " [1]   " من نصر قومه على غير حق فهو كالبعير " [2] النصرة بمعنى الحماية؛ مثل قوله تعالى:    ( ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم )    [هود:30]،    ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هـما في الغار إذ يقول   [ ص: 84 ] لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )    [التوبة:40]. 
النصرة بمعنى مساندة الحق وإشاعة العدل؛ مثل قوله تعالى:    ( ما لكم لا تناصرون )    [الصافات:25]. 
النصرة بمعنى الثأر ودفع العدوان؛ مثل قوله تعالى:    ( والذين إذا أصابهم البغي هـم ينتصرون )    [الشورى:39]. وفي الحديث:  ( دونك فانتصري ) [3]   ( من دعا على من ظلمه فقد انتصر ) [4]   النصرة بمعنى منع الظلم ودفعه إذا وقع؛ مثل   ( قوله صلى الله عليه وسلم : أمرنا بعيادة المريض ونصرة المظلوم ) [5]   " من أذل عنده مؤمن، فلم ينصره وهو يقدر على نصره، أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة " [6]   " يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر على أن ينصره فلم ينصره " [7] أما عن المناسبات التي اقترنت بالتوجيهات القرآنية والنبوية التي عالجت عنصر النصرة، وأدرجته في العناصر المكونة للأمة الإسلامية فهي أولا: ذلك الالتزام الكامل الذي قام به الأنصار قولا وعملا لنصرة الرسول  صلى الله عليه وسلم، ونصرة المهاجرين معه،ومن أجل ذلك أطلق عليهم اسم " الأنصار " . وهي ثانيا: تلك التضحية الكاملة التي قدمها المهاجرون حين اقتلعوا أنفسهم من المجتمع الجاهلي وثقافته اقتلاعا كاملا، ثم أوقفوا هـذه الأنفس لنصرة دين الله سبحانه وتعالى. وهي ثالثا: إقامة الفريقين مجتمعين لمعاني الإسلام في واقع حياتهم، في المجتمع النبوي والراشدي، ثم الخروج إلى العالم كله لإقامة هـذه المعاني في حياة الآخرين. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					