الفصل الثالث : تبني صالحي الأمة لهموم الناس
لقد انفعلت نفوس الدعاة والمجاهدين، والمؤمنين الصادقين، على مر حقب تاريخ المسلمين، بالمعاني، التي مرت معنا، في الفصلين السابقين، فأوقفهم ذلك مواقف رآها الله، ورآها المؤمنون، وحفظها لهم التاريخ، فكانت لهم لسان صدق في الآخرين، مما يدل دلالة واضحة وكافية، على كون الحياة، لم تزل نابضة في عروق الأمة، رغم استسلامها للنوم، على امتداد قرون متطاولة، غير أن نومها، لم يمنع -بفضل الله- من انبعاث ونفرة طوائف من خيرة أبنائها، للذب عنها، والعمل على إيقاظها، مما يوقفنا بجلاء، على سنة الله، في حفظ هـذه الأمة.. فحتى حين تتعطل أجهزة التربية، وتنفلت آلياتها، تبقى الأمة ولودا.. فعن
أبي علقمة ،
( عن أبي هـريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) [1] نعم حتى حين تعطل هـذه الأجهزة، وانفلات هـاتيك الآليات، تبقى ساحة تاريخ الأمة تشهد انتفاضات الخلص من أبنائها، يدعون، إلى نفض غبار النوم عن الأجفان، والأوبة إلى الله، بعد إباق قد طال.. وعلى الرغم، من أن الاستجابة لهم، لا تكون عامة، بل يواجهون بالرفض وبالعداء
[ ص: 61 ] أحيانا
[2] فإن الأمة في أعماقها، لم تزل محبة لأبنائها، الذي يضحون من أجلها، حافظة لهم، أعلى وأوغل المكانات، في عقلها ووجدانها الجمعيين، وإن تطاول الزمان.. بذلك يشهد التاريخ، والواقع.
وفي الصفحات الآتية، سوف نستعرض -إن شاء الله- بعض الأمثلة، التي تشهد بشموخ، على عزة الأمة الإسلامية، وعزة أبنائها، وهي أمثلة، قد أخذت من بين آلاف الأمثلة الأخرى -ولست أبالغ- غير أننا انضبطنا لضابط، أن تكون أمثلتنا من سير مسلمين، مشهود لهم بالإمامة في الدين، معروفين غير أخفياء -وإلا فما أكثر جند الله الأخفياء- وإخال أنه ضابط وكيل، بأن يقطع دابر كل ريبة، بصحة فهم أئمتنا، الذين أوجبوا التبني، لهموم المسلمين، وجعلوا عدمه كفرا، وتكذيبا بالدين، استنباطا من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. كما إخال أيضا، أنه ضابط كفيل، بأن يذيب جليد العجز، والتواكل، والانتظارية، الذي جمدأوصال عموم أمتنا، طيلة العهود السالفة، من جراء قلة الفهم، لكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من جهة، وتعطل الأجهزة والآليات التربوية، من جهة ثانية.. فههنا تطبيق تعبدي، للمعاني التي مرت معنا في الفصول السابقة.
[ ص: 62 ]
الفصل الثالث : تبنِّي صالحي الأمة لهموم الناس
لقد انفعلت نفوس الدعاة والمجاهدين، والمؤمنين الصادقين، على مر حِقَبِ تاريخ المسلمين، بالمعاني، التي مرت معنا، في الفصليْن السابقيْن، فأوقفهم ذلك مواقف رآها الله، ورآها المؤمنون، وحفظها لهم التاريخ، فكانت لهم لسان صِدْق في الآخِرين، مما يدل دَِلالة واضحة وكافية، على كون الحياة، لم تزل نابضة في عُروق الأمة، رغم استسلامها للنوم، على امتداد قرون متطاولة، غير أن نومها، لم يمنع -بفضل الله- من انبعاثِ ونَفْرَةِ طوائف من خِيرة أبنائها، للذَّبِّ عنها، والعمل على إيقاظها، مما يوقفنا بجِلاء، على سنة الله، في حفظ هـذه الأمة.. فحتى حين تتعطل أجهزة التربية، وتنفلت آلياتها، تبقى الأمة وَلُودًا.. فعن
أبي عَلْقَمة ،
( عن أبي هـريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يُجَدِّد لها دينها ) [1] نعم حتى حين تَعَطُّل هـذه الأجهزة، وانفلات هـاتيك الآليات، تبقى ساحة تاريخ الأمة تشهد انتفاضات الخُلَّص من أبنائها، يدعون، إلى نَفْضِ غُبار النوم عن الأجفان، والأَوْبَةِ إلى الله، بعد إباقٍ قد طال.. وعلى الرغم، من أن الاستجابة لهم، لا تكون عامة، بل يواجَهُون بالرفض وبالعداء
[ ص: 61 ] أحيانًا
[2] فإن الأمة في أعماقها، لم تزل مُحبة لأبنائها، الذي يضحُّون من أجلها، حافظة لهم، أعلى وأوغل المكانات، في عقلها ووجدانها الجمعيين، وإن تطاولَ الزمانُ.. بذلك يشهد التاريخ، والواقع.
وفي الصفحات الآتية، سوف نستعرض -إن شاء الله- بعض الأمثلة، التي تشهد بشموخٍ، على عِزة الأمة الإسلامية، وعِزة أبنائها، وهي أمثلة، قد أُخِذت من بين آلاف الأمثلة الأخرى -ولست أبالغ- غير أننا انضبطنا لضابط، أن تكون أمثلتنا من سير مسلمين، مشهود لهم بالإمامة في الدين، معروفين غير أخفياء -وإلا فما أكثر جند الله الأخفياء- وإخال أنه ضابط وكيل، بأن يقطع دابر كل ريبة، بصحة فَهْمِ أئمتنا، الذين أوجبوا التبني، لهموم المسلمين، وجعلوا عدمه كفرًا، وتكذيبًا بالدين، استنباطًا من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. كما إخالُ أيضًا، أنه ضابط كفيل، بأن يذيب جليد العجز، والتواكل، والانتظارية، الذي جَمَّدأوصال عموم أمتنا، طيلة العهود السالفة، من جَرَّاء قلة الفَهْم، لكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من جهة، وتعطُّل الأجهزة والآليات التربوية، من جهة ثانية.. فههنا تطبيق تَعَبُّدي، للمعاني التي مرَّت معنا في الفصول السابقة.
[ ص: 62 ]