الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وأشكره ) أي [ ص: 15 ] الله تعالى ( على نعمه ) جمع نعمة والإنعام الإعطاء من غير مقابلة .

                                                                                                                      قال في القاموس : أنعمها الله تعالى وأنعم بها : عطيته والشكر لغة الحمد عرفا واصطلاحا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه لما خلق لأجله .

                                                                                                                      قال تعالى { وقليل من عبادي الشكور } فبين الحمد والشكر اللغويين عموم وخصوص من وجه فالحمد أعم من جهة المتعلق ; لأنه لا يعتبر في مقابلة نعمة وأخص من جهة المورد وهو اللسان والشكر أعم من جهة المورد وأخص من جهة المتعلق والنسبة بين باقي الأقسام تظهر للمتأمل ( التي لا تحصى ) .

                                                                                                                      قال تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } . ومن ثم قال عليه السلام سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ( وإياه أستعين ) أي أطلب المعونة منه دون غيره ; لأنه القدير وغيره العاجز ( وأستغفره ) أي أطلب منه المغفرة أي الستر عما فرط ( وأتوب ) أي أرجع ( إليه إن الله يحب التوابين ) الرجاعين إليه مما فرط منهم من الذنوب .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية