( فإن كان البلد ثغرا ، وهو ) المكان ( المخوف ) من فروج البلدان ( فالأفضل لأهله : الاجتماع في مسجد واحد ) ; لأنه أعلى للكلمة ، وأوقع للهيبة فإذا جاءهم خبر عن عدوهم سمعه جميعهم ،  [ ص: 457 ] وتشاوروا في أمرهم وإن جاءهم عين للكفار رأى كثرتهم ، فأخبر بها ، قال الأوزاعي    : لو كان الأمر إلي لسمرت أبواب المساجد التي للثغور ، ليجتمع الناس في مسجد واحد ( والأفضل لغيرهم : الصلاة في المسجد الذي لا تقام فيه الجماعة إلا بحضوره    ) ; لأن فيه تحصيل ثواب عمارة المسجد وتحصيل الجماعة لمن يصلي فيه . 
وذلك معدوم في غيره ( أو تقام ) فيه الجماعة ( بدونه ) أي حضوره ( لكن في قصده لغير كسر قلب إمامه أو جماعته ) فجبر قلوبهم أولى . 
( قاله جمع ) منهم الشارح  وابن تميم    ( ثم المسجد العتيق ) ; لأن الطاعة فيه أسبق ( ثم ) إن استويا فالأفضل من المساجد ( ما كان أكثر جماعة ) لما روى أبي بن كعب  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { صلاة الرجل مع الرجل أولى من صلاته وحده ، وصلاته مع الرجلين أولى من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله   } رواه  أحمد  وأبو داود  وصححه  ابن حبان    ( ثم ) إن استويا فيما تقدم ، فالصلاة في المسجد ( الأبعد )  أفضل من الصلاة في الأقرب لحديث أبي موسى  مرفوعا { إن أعظم الناس في الصلاة أجرا أبعدهم فأبعدهم ممشى   } رواه  مسلم  ولكثرة حسناته بكثرة خطاه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					