الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويحرم أن يؤم في مسجد قبل إمامه الراتب إلا بإذنه ) ; لأنه بمنزلة صاحب البيت وهو أحق بها لقوله صلى الله عليه وسلم { لا يؤمن الرجل الرجل في بيته إلا بإذنه } ولأنه يؤدي إلى التنفير عنه وتبطل فائدة اختصاصه بالتقدم ، ومع الإذن له هو نائب عنه و ( لا ) يحرم أن يؤم ( بعده ) أي بعد إمامه الراتب : لأنه استوفى حقه ، فلا افتيات ، عليه ( ويتوجه إلا لمن يعادي الإمام ) لقصده الإيذاء إذن فيشبه ما لو تقدمه ( فإن فعل ) أي أم في المسجد قبل إمامه الراتب بلا إذنه ( لم تصح في ظاهر كلامهم ) قاله في الفروع والمبدع ومعناه في التنقيح وقطع به في المنتهى وقدم في الرعاية : تصح مع الكراهة .

                                                                                                                      ومقتضى كلام ابن عبد القوي : الصحة كما يأتي في نقل كلامه في صلاة الجنازة ( إلا أن يتأخر ) الراتب ( لعذر ، أو لم يظن حضوره ، أو ظن ) حضوره ( ولكن لا يكره ) بفتح الياء ( ذلك ) أي أن يصلي غيره مع غيبته ( أو ضاق الوقت ، فيصلون ) { لصلاة أبي بكر بالناس حين غاب النبي صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ، } [ ص: 458 ] متفق عليه ، { وفعل ذلك عبد الرحمن بن عوف مرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحسنتم } رواه مسلم ( وإن لم يعلم عذره ) أي الراتب ( وتأخر عن وقته المعتاد ، انتظر ، وروسل مع قربه وعدم المشقة ) في الذهاب إليه ( وسعة الوقت ) ; لأن الائتمام به سنة وفضيلة ، فلا تترك مع الإمكان ولما فيه من الافتيات بنصب غيره ( وإن بعد ) مكانه ( أو شق ) الذهاب إليه أو ضاق الوقت ( صلوا ) لما تقدم .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية