سادسا: التشابك بين المعاني والمباني:
راعى المفكران هذا الأمر، ففي عنايتهما بالإنسان اهتما بالمبنى (الجسم) والمعنى (العقل والروح). وفي دراستهما للقرآن اهتما بدراسة تدبر مبناه (الإعجاز البياني) ومعناه (الإعجاز التشريعي).
واهتما بقضايا النهوض الحضاري، بما فيها القضايا المتصلة بالمظهر والشكل، الآداب والفنون، وكذا العادات والتقاليد المرتبطة بالأكل والشرب والثياب والعمارة واللغة. [ ص: 214 ]
غير أن ابن نبي اهتم بالجمال بقوة - كما أسلفنا - حتى جعله قيمة أساسية، لأنه- كما يرى - منبع الأفكار، والأفكار هي التي تصنع الأفعال.
وفي مجال العناية بتدبر القرآن تماثل الرجلان، لكن جولن زاد بانتقاده للمفسرين الذين أوردوا بعض الخرافيات الإسرائيلية التي شوهت جمال القرآن الكريم [1] .