454 - مسألة : ونستحب لكل مصل إذا رفع رأسه من السجدة الثانية أن يجلس متمكنا ثم يقوم من ذلك الجلوس إلى الركعة الثانية والرابعة  ؟ . 
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد  ثنا إبراهيم بن أحمد  ثنا الفربري  ثنا  البخاري  ثنا  محمد بن الصباح  أنا  هشيم  أنا خالد هو الحذاء    - عن  أبي قلابة  أنا مالك بن الحويرث الليثي    { أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا   } . 
وهو عمل طائفة من السلف - : حدثنا عبد الله بن ربيع  ثنا محمد بن إسحاق بن السليم  ثنا  ابن الأعرابي  ثنا أبو داود  ثنا مسدد  ثنا  إسماعيل هو ابن علية    - عن  أيوب السختياني  عن  أبي قلابة    { ثنا أبو سليمان مالك بن الحويرث  في مسجدنا قال : إني لأصلي بكم ما أريد الصلاة ، ولكني أريد أريكم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  [ ص: 40 ] قال  أبو قلابة    : كان يصلي مثل صلاة شيخنا هذا ، يعني عمرو بن سلمة  إمامكم ، وذكر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الثانية في الركعة الأولى قعد ثم قام   } . 
قال  علي    : عمرو  هذا له صحبة ، ولأبيه صحبة ، فهو عمل طائفة من الصحابة وغيرهم معهم ؟ وروينا - عن  أحمد بن حنبل    : أن  حماد بن زيد  كان يفعل ذلك على حديث مالك بن الحويرث  ، وهو قول  الشافعي   وأحمد  ،  وداود  ؟ ولم ير ذلك  أبو حنيفة   ومالك  قال  علي    : وهذا مما تركوا فيه عمل صاحبين لا يعرف لهما مخالف من الصحابة رضي الله عنهم ، وهم يعظمون ذلك إذا وافق تقليدهم ؟ فإن احتجوا بحديث أبي حميد    - الذي نذكره بعد هذا الفصل إن شاء الله تعالى - بأنه ليس فيه هذا الجلوس ؟ قلنا لهم : لا حجة لكم في هذا ، لأنه ليس تذكر جميع السنن في كل حديث ، وإن كان لم يذكره أبو حميد  فقد ذكره غيره من الصحابة ، ولم يذكر أبو حميد  أنه كان لا يفعل ذلك ، فمن أقحم ذلك في حديث أبي حميد  فقد كذب على أبي حميد  ، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فرق بين من قال : لو فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لذكر أبو حميد  أنه فعله - : وبين من عارضه ، فقال : لو لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لذكر أبو حميد  أنه كان لا يفعله ؟ والعجب أنهم خالفوا حديث أبي حميد  فيما ذكر فيه نصا ، كما نبين إن شاء الله تعالى ، فلم يروه حجة فيما فيه ، واحتجوا به فيما ليس فيه وهذا عجب جدا ؟ قال  علي    : وهذا مما تركوا فيه السنة والقياس وهم يدعون أنهم أصحاب قياس ؟ فهلا قالوا : كما لا يقوم إلى الركعة الثالثة إلا من قعود فكذلك لا يقوم إلى الثانية والرابعة  [ ص: 41 ] إلا من قعود ، ولكنهم لا السنن يتبعون ، ولا القياس يحسنون - وبالله تعالى التوفيق ؟ 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					