ص ( وإجارة لنفسه ) 
ش : هو أتم مما قبله ; لأنه يقتضي أن إجارة نفسه مكروهة سواء كان مستطيعا أم لا فانظره . 
ص ( ونفذت الوصية به من الثلث ) 
ش : يعني أنا ، وإن قلنا الاستنابة في الحج مكروهة  على المشهور فإن الميت إذا أوصى أن يحج عنه  فإن الوصية تنفذ عنه على المشهور ، وهو مذهب المدونة ، وقال  ابن كنانة    : لا تنفذ الوصية ; لأن الوصية لا تبيح الممنوع قال : ويصرف القدر الموصى به في هدايا ، وقال بعض من قال بقوله : يصرف في وجه من وجوه الخير انتهى . 
من التوضيح وعلى المشهور فتنفذ الوصية من الثلث سواء كان صرورة أو غير صرورة ، وقال  أشهب    : إن كان صرورة نفذت من رأس المال فإن لم يوص بها لم يحج عنه ، وقال  ابن الحاجب    : وإن لم يوص لم يلزم ، وإن كان صرورة على الأصح فمفهوم كلامه أن مقابل الأصح يقول يلزم أن يحج عنه ، وإن لم يوص ، وهذا القول غير معروف أنكره ابن عرفة  ، وقال في التوضيح : الخلاف راجع إلى الضرورة وكلامه يقتضي أن الخلاف في اللزوم ، وظاهر كلام ابن بشير  وابن شاس  أن الخلاف إنما هو في الجواز ، وهو الظاهر وكذلك قال ابن بزيزة    . 
( فرع ) قال في التوضيح : إذا أوصى بمال وحج فإن  كان صرورة فقال  مالك  في المدونة : يتحاصان ، وقال في العتبية : يقدم حجة الفريضة ، وقال في البيان : والصحيح على مذهب  مالك  أن الوصية بالمال مبدأة ; لأنه لا يرى أن يحج أحد عن أحد فلا قربة في ذلك على أصله ، وإن كان غير صرورة ففي المدونة أن المال مبدأ ، وفي العتبية يتحاصان ففي هذه قولان ، وفي الأولى ثلاثة أقوال انتهى . ومحل ذكر هذا كتاب الوصايا ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					