الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( ورجع له إن لم يخف فوات أصحابه ) ش يعني أن من ترك طواف الوداع يرجع له وفواته بأحد أمرين إما بتركه بالكلية بأن لا يفعله أصلا ، وإما بتركه حكما كمن طاف على غير وضوء أو لم يصل له ركعتين حتى انتقض وضوءه بالأول قال المؤلف : يرجع إن لم يخف فوات أصحابه ، وقال ابن عرفة : ويرجع له من لم يبعد ، وفيها رد له عمر من مر الظهران ، ولم يحد له مالك أكثر من القرب ورأى أن يرجع ما لم يخف فوات أصحابه أو يمنعه كريه ، وروى الشيخ من بلغ مر الظهران لم يرجع له انتهى .

                                                                                                                            ونقله في التوضيح والثاني ، وهو فواته حكما لتركه أصلا قال في الطراز قال مالك عن ابن القاسم : ولو كان الطواف قبل طلوع الشمس فخرج ، وهو يريد أن يركع الركعتين بذي طوى فانتقض وضوءه ، فإن تباعد فلا شيء عليه بخلاف ركعتي الطواف الواجب يريد ويركعهما ، وقاله في العتبية ، ولو كان قريبا في الوداع رجع قال ابن حبيب : يستأنف الطواف انتهى .

                                                                                                                            وقال ابن فرحون في مناسكه فرع : ولطواف الوداع ركعتان ، ومن نسيهما حتى تباعد وبلغ بلده ركعهما ، ولا شيء عليه ، وإن كان بالقرب ، وهو على طهارة رجع فركعهما ، وإن انتقض وضوءه ابتدأ الطواف وركعتيه ، وإن كان توديعه بعد العصر فله أن يركع الركعتين إذا حلت النافلة في الحرم أو خارجا عنه انتهى .

                                                                                                                            والله أعلم .

                                                                                                                            ( فائدة : ) مر الظهران هو وادي مر بينه وبين مكة ستة عشر ميلا ، وقيل : ثمانية عشر ، وقيل : أحد وعشرون حكاه ابن وضاح ، وذكر السهيلي خلافا في تسميته بمر فقال سمي مرا ; لأن في عروق الوادي من غير لون الأرض شبه الميم الممدود بعدها راء خلقت كذلك قال ونقل عن ذر سميت مرا لمرارتها ، ولا أدري ما صحة هذا ، ونقل الحارثي عن الكندي أن مر اسم للقرية والظهران اسم للوادي

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية