الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب


            ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ومائة

            ذكر خروج زياد بن صالح  

            في هذه السنة خرج زياد بن صالح وراء النهر ، فسار أبو مسلم من مرو مستعدا للقائه ، وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم نصر بن راشد إلى ترمذ مخافة أن يبعث زياد بن صالح إلى الحصن والسفن فيأخذها ، ففعل ذلك نصر وأقام بها ، فخرج عليه ناس من الطالقان مع رجل يكنى أبا إسحاق فقتلوا نصرا .

            فلما بلغ ذلك أبا داود بعث عيسى بن ماهان في تتبع قتلة نصر ، فتبعهم فقتلهم .

            ومضى أبو مسلم مسرعا حتى انتهى إلى آمل ومعه سباع بن النعمان الأزدي ، وهو الذي كان قد أرسله السفاح إلى زياد بن صالح وأمره إن رأى فرصة أن يثب على أبي مسلم فيقتله .

            فأخبر أبو مسلم بذلك ، فحبس سباعا بآمل ، وعبر أبو مسلم إلى بخارى ، فلما نزلها أتاه عدة من قواد زياد قد خلعوا زيادا فأخبروا أبا مسلم أن سباع بن النعمان هو الذي أفسد زيادا ، فكتب إلى عامله بآمل أن يقتله ، ولما أسلم زيادا قواده ولحقوا بأبي مسلم لجأ إلى دهقان هناك ، فقتله وحمل رأسه إلى أبي مسلم .

            وتأخر أبو داود عن أبي مسلم لحال أهل الطالقان ، فكتب إليه أبو مسلم يخبره بقتل زياد ، فأتى كس وأرسل عيسى بن ماهان إلى بسام وبعث جندا إلى شاغر فطلبوا الصلح ، فأجيبوا إلى ذلك .

            وأما بسام فلم يصل عيسى إلى شيء منه ، وكتب عيسى إلى كامل بن مظفر صاحب أبي مسلم يعتب أبا داود وينسبه إلى العصبية ، فبعث أبو مسلم بالكتب إلى أبي داود ، وكتب إليه : إن هذه كتب العلج الذي صيرته عدل نفسك ، فشأنك به . فكتب أبو داود إلى عيسى يستدعيه ، فلما حضر عنده حبسه وضربه ثم أخرجه ، فوثب عليه الجند فقتلوه ، ورجع أبو مسلم إلى مرو .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية