الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

            [ اعتزاز المسلمين بإسلام عمر ]

            قال ابن إسحاق : ولما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة على قريش ، ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وردهما النجاشي بما يكرهون ، وأسلم عمر بن الخطاب ، وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره ، امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة حتى عازوا قريشا ، وكان عبد الله بن مسعود يقول : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة ، حتى أسلم عمر ( بن الخطاب ) ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة .

            قال البكائي ، قال : حدثني مسعر بن كدام ، عن سعد بن إبراهيم ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن إسلام عمر كان فتحا ، وإن هجرته كانت نصرا ، وإن إمارته كانت رحمة ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه قال في «الزهر» : وكان إسلامه في ذي الحجة سنة ست من المبعث وله ست وعشرون سنة فيما ذكره ابن سعد عن ابن المسيب .

            قال ابن الجوزي : سنة خمس . قال أبو نعيم : بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام . [ حديث أم عبد الله عن إسلام عمر ]

            قال ابن إسحاق : حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أمه أم عبد الله بنت أبي حثمة ، قالت : والله إنا لنترحل إلى أرض الحبشة ، وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا ، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علي وهو على شركه - قالت : وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا - قالت : فقال : إنه للانطلاق يا أم عبد الله .

            قالت : فقلت : نعم والله ، لنخرجن في أرض الله ، آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله مخرجا . قالت : فقال : صحبكم الله ، ورأيت له رقة لم أكن أراها ، ثم انصرف وقد أحزنه - فيما أرى - خروجنا . قالت : فجاء عامر بحاجته تلك ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا . قال : أطمعت في إسلامه ؟ قالت : قلت : نعم ، قال : فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب ؛ قالت : يأسا منه ، لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام . [ حديث آخر عن إسلام عمر ]

            قال ابن إسحاق : وكان إسلام عمر فيما بلغني أن أخته فاطمة بنت الخطاب ، وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وكانت قد أسلمت وأسلم بعلها سعيد بن زيد ، وهما مستخفيان بإسلامهما من عمر ، وكان نعيم بن عبد الله النحام ، رجل من قومه ، من بني عدي بن كعب قد أسلم ، وكان أيضا يستخفي بإسلامه فرقا من قومه ، وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن ،

            فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطا من أصحابه قد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا ، وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب ، وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، في رجال من المسلمين رضي الله عنهم ، ممن كان أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة ،

            فلقيه نعيم بن عبد الله ، فقال له : أين تريد يا عمر ؟ فقال : أريد محمدا هذا الصابئ ، الذي فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها ، وعاب دينها ، وسب آلهتها ، فأقتله ، فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال . وأي أهل بيتي ؟ قال : ختنك وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب ، فقد والله أسلما ، وتابعا محمدا على دينه ، فعليك بهما ؛ قال : فرجع عمر عامدا إلى أخته وختنه ، وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة ، فيها : طه يقرئهما إياها ، فلما سمعوا حس عمر ، تغيب خباب في مخدع لهم ، أو في بعض البيت ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها. وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما ، فلما دخل قال : ما هذه الهينمة التي سمعت ؟ قالا له : ما سمعت شيئا ؛ قال : بلى والله ، لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه ، وبطش بختنه سعيد بن زيد ؛ فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها ، فضربها فشجها ؛ فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه : نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله ، فاصنع ما بدا لك .

            فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع ، فارعوى ، وقال لأخته : أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد ، وكان عمر كاتبا ؛ فلما قال ذلك ، قالت له أخته : إنا نخشاك عليها ؛ قال : لا تخافي . وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها ؛ فلما قال ذلك ، طمعت في إسلامه ، فقالت له : يا أخي ، إنك نجس ، على شركك ، وإنه لا يمسها إلا الطاهر ، فقام عمر فاغتسل ، فأعطته الصحيفة ، وفيها : طه فقرأها ؛ فلما قرأ منها صدرا ، قال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه فلما سمع ذلك خباب خرج إليه ، فقال له : يا عمر ، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته أمس وهو يقول : اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام ، أو بعمر بن الخطاب ، فالله الله يا عمر .

            فقال له عند ذلك عمر : فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم ، فقال له خباب : هو في بيت عند الصفا ، معه فيه نفر من أصحابه ، فأخذ عمر سيفه فتوشحه ، ثم عمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فضرب عليهم الباب ؛ فلما سمعوا صوته ، قام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر من خلل الباب فرآه متوشحا السيف ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فزع ، فقال : يا رسول الله ، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف ؟ فقال حمزة بن عبد المطلب : فأذن له ، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان ( جاء ) يريد شرا قتلناه بسيفه ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائذن له ، فأذن له الرجل ،

            ونهض إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه في الحجرة ، فأخذ حجزته ، أو بمجمع ردائه ، ثم جبذه ( به ) جبذة شديدة ، وقال : ما جاء بك يا ابن الخطاب ؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة ؟ فقال عمر : يا رسول الله ، جئتك لأومن بالله وبرسوله ، وبما جاء من عند الله ؛ قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمر قد أسلم

            فتفرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكانهم ، وقد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة ، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينتصفون بهما من عدوهم . فهذا حديث الرواة من أهل المدينة عن إسلام عمر بن الخطاب حين أسلم . وقد روى قصة إسلامه ابن إسحاق ، وابن سعد ، وأبو يعلى ، والحاكم عن أنس ، والبزار والطبراني عن أسلم مولاه عنه ، وأبو نعيم عن ابن عمر .

            قال أسلم مولاه عنه : أتحبون أن أعلمكم بإسلامي؟ قلنا : نعم قال : كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست يوما مع أبي جهل بن هشام أو شيبة بن ربيعة ، فقال أبو جهل : يا معشر قريش إن محمدا قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار ، ألا ومن قتل محمدا فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة .

            قال عمر : فخرجت متقلدا السيف متنكبا كنانتي أريد النبي صلى الله عليه وسلم ، فمررت على عجل وهم يريدون ذبحه فقمت أنظر إليهم فإذا صائح يصيح من جوف العجل : يا لذريح ، رجل يصيح ، بلسان فصيح ، يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . قال عمر : فقلت في نفسي إن هذا لأمر ما يراد به إلا أنا . قال : ثم مررت بغنم فإذا هاتف يهتف ويقول :


            يا أيها الناس ذوو الأجسام ما أنتم وطائش الأحلام     ومسند الحكم إلى الأصنام
            فكلكم أوره كالكهام     أما ترون ما أرى أمامي
            من ساطع يجلو دجى الظلام     قد لاح للناظر من تهام
            أكرمه الرحمن من إمام     قد جاء بعد الكفر بالإسلام
            والبر والصلات للأرحام     ويزجر الناس عن الآثام
            فبادروا سبقا إلى الإسلام


            بلا فتور وبلا إحجام



            قال عمر : فقلت والله ما أراه إلا أرادني . ثم مررت بالضمار فإذا هاتف يهتف من جوفه :


            ترك الضمار وكان يعبد مرة     قبل الصلاة مع النبي محمد
            إن الذي ورث النبوة والهدى     بعد ابن مريم من قريش مهتدي
            سيقول من عبد الضمار ومثله     ليت الضمار ومثله لم يعبد
            فاصبر أبا حفص فإنك امرؤ     يأتيك عز غير عز بني عدي
            لا تعجلن فأنت ناصر دينه     حقا يقينا باللسان وباليد

            قال عمر : فوالله لقد علمت أنه أرادني....
            ثم ذكر قصته مع نعيم بن عبد الله النحام وأخته وختنه وخباب السابق ذكرها.

            [ رواية عطاء ومجاهد عن إسلام عمر ]

            قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي ، عن أصحابه : عطاء ، ومجاهد ، أو عمن روى ذلك : أن إسلام عمر فيما تحدثوا به عنه ، أنه كان يقول : كنت للإسلام مباعدا ، وكنت صاحب خمر في الجاهلية ، أحبها وأسر بها ، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة ، عند دور آل عمر بن عبد بن عمران المخزومي ، قال : فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسهم ذلك ، قال : فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحدا . قال : فقلت : لو أني جئت فلانا الخمار ، وكان بمكة يبيع الخمر ، لعلي أجد عنده خمرا فأشرب منها . قال : فخرجت فجئته فلم أجده .

            قال : فقلت : فلو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعا أو سبعين . قال : فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، وكان إذا صلى استقبل الشام ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام ، وكان مصلاه بين الركنين : الركن الأسود ، والركن اليماني . قال : فقلت حين رأيته ، والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول ( قال ) فقلت : لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنه ؛ فجئت من قبل الحجر ، فدخلت تحت ثيابها ، فجعلت أمشي رويدا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن ، حتى قمت في قبلته مستقبله ، ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة . قال : فلما سمعت القرآن رق له قلبي ، فبكيت ودخلني الإسلام ، فلم أزل قائما في مكاني ذلك ، حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ، ثم انصرف ، وكان إذا انصرف خرج على دار ابن أبي حسين ، وكانت طريقه ، حتى يجزع المسعى ، ثم يسلك بين دار عباس بن المطلب ، وبين دار ابن أزهر بن عبد عوف الزهري ، ثم على دار الأخنس بن شريق ، حتى يدخل بيته . وكان مسكنه صلى الله عليه وسلم في الدار الرقطاء ، التي كانت بيدي معاوية بن أبي سفيان .

            قال عمر رضي الله عنه : فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ، ودار بن أزهر ، أدركته ؛ فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسي عرفني ، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما تبعته لأوذيه فنهمني ، ثم قال : ما جاء بك يا ابن الخطاب هذه الساعة ؟ قال : قلت : ( جئت ) لأومن بالله وبرسوله ، وبما جاء من عند الله ؛ قال : فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : قد هداك الله يا عمر ، ثم مسح صدري ، ودعا لي بالثبات ، ثم انصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته

            قال ابن إسحاق ، والله أعلم أي ذلك كان . [ ذكر قوة عمر في الإسلام وجلده ]

            قال ابن إسحاق : وحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر ، عن ابن عمر ، قال : لما أسلم أبي عمر قال : أي قريش أنقل للحديث ؟ فقيل له : جميل بن معمر الجمحي . قال : فغدا عليه .

            قال عبد الله بن عمر : فغدوت أتبع أثره ، وأنظر ما يفعل ، وأنا غلام أعقل كل ما رأيت ، حتى جاءه ، فقال له : أعلمت يا جميل أني قد أسلمت : ودخلت في دين محمد ؟ قال : فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر ، واتبعت أبي ، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش ، وهم في أنديتهم حول الكعبة ، ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ .

            قال : ( و ) يقول عمر من خلفه : كذب ، ولكني قد أسلمت ، وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . وثاروا إليه ، فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم . قال : وطلح ، فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول : افعلوا ما بدا لكم ، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاث مائة رجل ( لقد ) تركناها لكم ، أو تركتموها لنا ، قال : فبينما هم على ذلك ، إذ أقبل شيخ من قريش ، عليه حلة حبرة ، وقميص موشى ، حتى وقف عليهم ، فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : صبا عمر ، فقال : فمه ، رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم هكذا خلوا عن الرجل . قال : فوالله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه .

            قال : فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة : يا أبت ، من الرجل : الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت ، وهم يقاتلونك ؟ فقال : ذاك ، أي بني ، العاص بن وائل السهمي .

            قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم ، أنه قال : يا أبت ، من الرجل الذي زجر القوم عنك ( بمكة ) يوم أسلمت ، وهم يقاتلونك ، جزاه الله خيرا .

            قال : يا بني ، ذاك العاص بن وائل ، لا جزاه الله خيرا .

            قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الرحمن بن الحارث عن بعض آل عمر ، أو بعض أهله ، قال : قال عمر : لما أسلمت تلك الليلة ، تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت ؛ قال : قلت : أبو جهل - وكان عمر لحنتمة بنت هشام بن المغيرة - قال : فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه .

            قال : فخرج إلي أبو جهل ، فقال : مرحبا وأهلا بابن أختي ، ما جاء بك ؟ قال : جئت لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد ، وصدقت بما جاء به ؛ قال : فضرب الباب في وجهي وقال : قبحك الله ، وقبح ما جئت به .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية