عند ابن إسحاق قال عدي : وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر . وفي حديث : جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا عمي وناسا . قال : فلما قدمت الشام أقمت بها وتخالفني خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيئ ، وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام . قال : فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا تحبس فيها ، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه ، وكانت امرأة جزلة .
وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه :
فلما تكلمت أنسيت جمالها لما سمعت من فصاحتها .
فقالت : يا محمد إن رأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بنا أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم طيئ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
«يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا ، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق» . وفي حديث ابن إسحاق : لما أتي بسبايا طيئ وقفت جارية جماء حمراء ، لعساء ، ذلفاء ، عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء الكعبين ، خدلجة الساقين ، لفاء الفخذين ، حميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين . قال : فلما رأيتها أعجبت بها وقلت : لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلها في فيئي .
وأقمت حتى قدم ركب من بلي أو قضاعة . قلت : وإنما أريد أن آتي أخي بالشام . قالت : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ . قالت : فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة ، فخرجت معهم حتى قدمت الشام . فقالت : يا رسول الله ، هلك الوالد ، وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك . قال : «من وافدك ؟ » قالت : عدي بن حاتم . قال : «الفار من الله ورسوله» . قالت : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني ، حتى إذا كان من الغد مر بي فقلت له مثل ذلك وقال لي مثل ما قال بالأمس . قالت : حتى إذا كان الغد مر بي وقد يئست منه فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه . قالت : فقمت إليه فقلت : يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك . فقال صلى الله عليه وسلم : «قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني» . فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن أكلمه فقيل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه .