وفي حديث الشعبي : قال :
قال : ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقدمها إلي فقال : «اجلس على هذه» . قال : قلت : يا رسول بل أنت فاجلس عليها ، قال : «بل
أنت» فجلست عليها وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض . فقال : «يا عدي أخبرك ألا إله إلا الله ، فهل من إله إلا الله ؟ وأخبرك أن الله تعالى أكبر ، فهل من شيء هو أكبر من الله عز وجل ؟ » ثم قال : «يا عدي اسلم تسلم» . فقلت : إني على ديني . فقال : «أنا أعلم منك بدينك» . فقلت : أنت أعلم مني بديني ؟ قال : «نعم» يقولها ثلاثا . «ألست ركوسيا ؟ » فقلت : بلى . قال : «ألست ترأس قومك ؟ » قلت : بلى . قال : «أولم تكن تسير في قومك بالمرباع ؟ » قلت : بلى والله ، وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل . قال : «فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك» . ثم قال : «يا عدي لعلك إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أن رأيت خصاصة من عندنا ، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم ، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف» . فلما بلغني ما يدعو إليه -رسول الله صلى الله عليه وسلم- من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع إليه من الناس خرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده وعنده امرأة وصبيان أو صبي . وذكر قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فعرفت أنه ليس بملك كسرى ولا قيصر ، فسلمت عليه فقال : «من الرجل ؟ » فقلت : عدي بن حاتم . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق بي إلى بيته ، فوالله إنه لعامد بي إليه إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته ، فوقف لها طويلا فكلمته في حاجتها فقلت في نفسي : والله ما هذا بملك .
وفي رواية . وفي رواية : قال : «هل رأيت الحيرة ؟ » قلت : لم أرها وقد علمت مكانها . قال : «فإن الظعينة سترحل من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار لا تخاف أحدا إلا الله عز وجل والذئب على غنمها» . قال : فقلت في نفسي فأين ذعار طيئ الذين سعروا البلاد ؟ قال : «فلعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم والله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم»
قلت : كنوز كسرى بن هرمز . قال : «كنوز كسرى بن هرمز » . «لتفتحن عليهم كنوز كسرى بن هرمز » .
وفي رواية : . «ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه ، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا شق تمرة فبكلمة طيبة» . قال عدي رضي الله تعالى عنه : فأسلمت فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استبشر فقد رأيت الظعينة ترحل من الكوفة حتى تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله عز وجل ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة سترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم