زهير بن قيس البلوي
زهير بن قيس البلوي
شهد فتح مصر وسكنها ، له صحبة ، قتلته الروم ببرقة من بلاد المغرب ، وذلك أن الصريخ أتى الحاكم بمصر - وهو عبد العزيز بن مروان - أن الروم نزلوا برقة ، فأمره بالنهوض إليهم ، فساق زهير ومعه أربعون نفسا ، فوجد الروم ، فأراد أن يكف عن القتال حتى يلحقه العسكر ، فقالوا : يا أبا شداد ، احمل بنا عليهم . فحملوا ، فقتلوا جميعا .
المنذر بن الجارود
مات في هذه السنة . تولى بيت المال ، ووفد على معاوية ، والله سبحانه أعلم . حبة بن جوين العرني
وفيها مات حبة بن جوين العرني صاحب علي .
( حبة بالحاء المهملة ، وبالباء الموحدة ، وهو منسوب إلى عرنة ، بالعين المهملة المضمومة ، والراء المهملة ، والنون ) . الأسود بن يزيد بن قيس
الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله ، أبو عمرو:
وهو ابن أخي علقمة بن قيس ، وهو أكبر من علقمة .
روى عن أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وابن مسعود ، ومعاذ ، وسلمان ، وأبي موسى وعائشة . ولم يرو عن عثمان شيئا . وكان يصوم الدهر ، فذهبت إحدى عينيه ، وكان لسانه يسود من شدة الحر ، فيقال له: لا تعذب هذا الجسد ، فيقول: إنما أريد له الراحة .
وعن علقمة بن مرثد ، قال: كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة ، يصوم حتى يخضر ويصفر ، فلما احتضر بكى ، فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال: ما لي لا أجزع ، ومن أحق بذلك مني ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل لأهمني الحياء منه مما قد صنعت . إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير ، فيعفو عنه فلا يزال مستحييا منه . قال: ولقد حج الأسود ثمانين حجة .
توفي الأسود بالكوفة في هذه السنة .
شريح بن الحارث بن قيس ، أبو أمية القاضي : أبو أمية القاضي
ولاه عمر الكوفة ، وأسند الحديث عن عمر ، وعلي .
عن عامر : أن ابنا لشريح قال لأبيه: إن بيني وبين قوم خصومة فانظر فإن كان الحق لي خاصمتهم ، وإن لم يكن لي الحق أخاصم . فقص قصته عليه ، فقال: انطلق فخاصمهم . فانطلق إليهم فتخاصموا إليه فقضى على ابنه ، فقال له لما رجع داره :
والله لو لم أتقدم إليك لم ألمك ، فضحتني . فقال: يا بني ، والله لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم ، ولكن الله هو أعز علي منك ، خشيت أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم فيذهب ببعض حقهم .
وعن الشعبي ، قال :
شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا ، فأرسلت عينيها فبكت ، فقلت: أبا أمية ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة ، فقال: يا شعبي ، إن أخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون .
وعن ابن عون ، عن إبراهيم ، عن شريح :
أنه قضى على رجل باعترافه ، فقال: يا أبا أمية قضيت على بغير بينة ، فقال: أخبرني ابن أخت خالتك .
وعن أبي حيان التيمي ، قال: حدثنا أبي ، قال:
كان شريح إذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت في جوف داره ، ولم يكن له مثعب شارع إلا في جوف داره اتقاء لأذى المسلمين .
توفي شريح في هذه السنة . وقيل: سنة ثمان وسبعين . وقد بلغ مائة وثماني سنين .
[وذكر ابن عبد البر أنه توفي سنة سبع وثمانين ، وأنه بلغ من العمر مائة سنة] .