سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب : سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عمر
روى عن أبيه ، وأبي أيوب ، وأبي هريرة . وكان فقيها عابدا جوادا صالحا ، وكان أشبه أولاد أبيه به ، وكان أبوه شديد المحبة له فإذا ليم على ذلك أنشد:
يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
عن هودة بن عبد العزيز ، قال:
زحم سالم بن عبد الله رجل فقال له سالم: بعض هذا رحمك الله ، فقال له الرجل: ما أراك إلا رجل سوء ، فقال له سالم: ما أحسبك أبعدت .
وعن ابن وهب ، قال: حدثني حنظلة ، قال:
رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد بإسناد له عن أشهب بن مالك ، قال: كان يلبس بدرهمين ، وقال له سليمان بن عبد الملك ورآه حسن السجية: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت وإذا وجدت اللحم أكلته ، فقال له: أو تشتهيه ، قال: لم يكن أحد في زمن سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه ،
إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه .
عن عمير بن مرداس ، قال: حدثنا الحميدي ، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:
دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله ، فقال له: يا سالم سلني حاجة ، فقال له: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيت الله غيره . فلما خرج خرج في أثره ، فقال له: الآن قد خرجت فسلني حاجة ، فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا ، فقال له: ما سألت من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها .
توفي سالم بالمدينة في آخر ذي الحجة من هذه السنة ، وصلى عليه هشام بن عبد الملك مقدمه المدينة ودفن بالبقيع .
طاووس بن كيسان اليماني طاووس بن كيسان اليماني ، ويكنى أبا عبد الرحمن ، مولى لهمذان :
حج أربعين حجة ، وجالس سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه قال:
صلى وهب بن منبه وطاووس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة .
وعن عبد الرزاق بن داود بن إبراهيم :
أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ذهب عنهم ، فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم فناموا ، وقام طاووس يصلي ، فقال له ابنه: ألا تنام فقد نصبت الليلة؟ فقال طاووس : ومن ينام السحر .
وعن عبد الرزاق ، قال:
قدم طاووس مكة فقدم أمير فقيل له: إن من فضله ، ومن ، ومن ، فلو أتيته ، قال: ما إليه من حاجة ، قالوا: إنا نخافه عليك ، قال: فما هو كما تقولون .
العابد اليمني العابد اليمني:
عن علي بن زيد ، قال:
قال طاووس :
بينا أنا بمكة بعث إلي الحجاج فأجلسني إلى جنبه وأتكأني على وسادة إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية ، فقال: علي بالرجل ، فأتي به ، فقال: ممن الرجل؟ قال: من المسلمين ، قال: ليس عن الإسلام سألتك ، قال: فعم سألت؟ قال:
سألتك عن البلد ، قال: من أهل اليمن ، قال: كيف تركت محمد بن يوسف؟ - يريد أخاه - قال: تركته عظيما وسيما لباسا ركابا خراجا ولاجا ، قال: ليس عن هذا سألتك ، قال: فعم سألت؟ قال: سألتك عن سيرته ، قال: تركته ظلوما غشوما ، مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق ، فقال له الحجاج: ما حملك على أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني؟ قال الرجل: أتراه بمكانه منك أعز مني بمكاني من الله عز وجل وأنا وافد بيته ومصدق نبيه وقاضي دينه ، قال: فسكت الحجاج فما أجاب جوابا ، فقام الرجل من غير أن يؤذن له فانصرف .
قال طاووس : فقمت في أثره وقلت: الرجل حكيم ، فأتى البيت فتعلق بأستاره ثم قال: اللهم بك أعوذ وبك ألوذ ، اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك ، والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين وغنى عما في أيدي المستأثرين ، اللهم فرجك القريب ومعروفك القديم وعادتك الحسنة . ثم ذهب الناس فرأيته عشية عرفة وهو يقول:
اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول . ثم ذهب في الناس فرأيته غداة جمع يقول: وا سوءتاه منك [والله] وإن عفوت . يردد ذلك .