الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفي سنة ثماني عشرة ومائة نزل أسد بلخا ، وسرح جديعا الكرماني إلى القلعة التي فيها أهل الحارث وأصحابه ، واسمها التبوشكان من طخارستان العليا ، وفيها بنو برزى التغلبيون أصهار الحارث ، فحصرهم الكرماني حتى فتحها ، فقتل بني برزى ، وسبى عامة أهلها من العرب والموالي والذراري ، وباعهم فيمن يزيد في سوق بلخ ، ونقم على الحارث أربعمائة وخمسون رجلا من أصحابه ، وكان رئيسهم جرير بن ميمون القاضي ، فقال لهم الحارث إن كنتم لا بد مفارقي فاطلبوا الأمان وأنا شاهد فإنهم يجيبونكم ، وإن ارتحلت قبل ذلك لم يعطوا الأمان . فقالوا : ارتحل أنت وخلنا . وأرسلوا يطلبون الأمان ، فأخبر أسد أن القوم ليس لهم طعام ولا ماء ، فسرح إليهم أسد جديعا الكرماني في ستة آلاف ، فحصرهم في القلعة وقد عطش أهلها وجاعوا ، فسألوا أن ينزلوا على الحكم ويترك لهم نساءهم وأولادهم ، فأجابهم ، فنزلوا على حكم أسد فأرسل إلى الكرماني يأمره أن يحمل إليه خمسين رجلا من وجوههم فيهم المهاجر بن ميمون ، فحملوا إليه ، فقتلهم وكتب إلى الكرماني أن يجعل الذين بقوا عنده أثلاثا ، فثلث يقتلهم ، وثلث يقطع أيديهم وأرجلهم ، وثلث يقطع أيديهم ، ففعل ذلك الكرماني وأخرج أثقالهم فباعها . واتخذ أسد مدينة بلخ دارا ، ونقل إليها الدواوين ، ثم غزا طخارستان ثم أرض جبغويه فغنم وسبى .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية