وفي سنة ثماني عشرة ومائة حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي أمير المدينة ومكة والطائف وقيل : إن إمرة المدينة كانت مع خالد بن عبد الملك بن مروان . والصحيح أنه كان قد عزل ، وولي محمد بن هشام بن إسماعيل وكانت إمرة العراق إلى خالد بن عبد الله القسري وإليه المشرق ، وعامله على خراسان أخوه أسد بن عبد الله ، وعامله على أرمينية وأذربيجان مروان بن محمد ، وعلى البصرة وأحداثها وقضائها والصلاة بأهلها بلال بن أبي بردة .
وعن المدائني ، قال: نظر مالك بن دينار إلى رجل قد اشترى سمكة بستة دراهم ، وثيابه تساوي ثلاثة دراهم ، فقال: يا هذا ، اشتريت سمكة بستة دراهم وثيابك لعلها تساوي ثلاثة دراهم ، فقال له: يا أبا يحيى لست أريدها لنفسي إنما اشتريتها للأمير الظالم الذي يطالبنا بما لا نطيق -وذكر له بلال بن أبي بردة- قال: فامض معي إليه ، فمضى فاستأذن فأذن له ، فقال له: يا ذا الرجل ، أزل عن الناس ما تعتمده من الظلم ، ولا تعرض لهذا البائس ، قال: قد أزلت عنه المظلمة لمكانك يا أبا يحيى ، ادع الله لي دعوة ، قال: وما ينفعك أن أدعو لك وعلى بابك مائتان يدعون عليك .