الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            شيعة بني العباس بخراسان

             وفي سنة عشرين ومائة استبطأت شيعة آل العباس كتاب محمد بن علي إليهم ، وقد كان عتب عليهم في اتباعهم ذلك الزنديق الملقب بخداش وكان خرميا ، وهو الذي أحل لهم المنكرات ، ودنس المحارم والمصاهرات ، فقتله خالد القسري كما تقدم ، فعتب عليهم محمد بن علي في تصديقهم له واتباعهم إياه على الباطل ، فلما استبطأوا كتابه إليهم بعث إليهم رسولا يخبر لهم أمره ، وبعثوا هم أيضا رسولا ، فلما جاء رسولهم أعلمه محمد بماذا عتب عليهم بسبب الخرمي ، قبحه الله ، ثم أرسل مع الرسول كتابا مختوما ، فلما فتحوه إذا هو ليس فيه سوى : بسم الله الرحمن الرحيم ، تعلموا أنه إنما عتبنا عليكم بسبب الخرمي . ثم وجه محمد بن علي إليهم بكير بن ماهان بعد عود سليمان من عنده ، وكتب معه إليهم يعلمهم كذب خداش ، فلم يصدقوه واستخفوا به ، فانصرف بكير إلى محمد ، فبعث معه بعصي مضببة بعضها بحديد وبعضها بنحاس ، فجمع بكير النقباء والشيعة ودفع إلى كل واحد منهم عصا ، فعلموا أنهم مخالفون لسيرته فتابوا ورجعوا .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية