سلم بن قيس العلوي سلم بن قيس العلوي:
يروي عن أنس . روى عنه جرير بن حازم . وثقه يحيى وأبو بكر بن أبي داود .
وقال يحيى في رواية: هو ضعيف . وقال حماد: ذكرته لشعبة ، فقال: الذي يرى الهلال قبل الناس بيومين . قال له الحسن: خل بين الناس وهلالهم حتى يروه . قال ابن قتيبة: يقال: إن أشفار عينيه ابيضت ، وكان إذا أبصر رأى أشفار عينيه فيظنها الهلال .
وليس هو من أولاد علي بن أبي طالب ، إنما هو من ولد علي بن [يونان ، قيل: كانوا بالبصرة ، وثم آخر يقال له: خالد بن يزيد العلوي من ولد علي بن] الأسود ، يروي عن الحسن البصري ، وثم آخر يقال له: جندب بن سرحان العلوي من بني مدلج ، حدث عن بليغ ، روى عنه ابن لهيعة ، ومدلج من بني عبد مناة بن كنانة ، وإنما قيل لولده بنو علي؛ لأن أمهم الدفراء -واسمها فكيهة- تزوجها بعد أبيهم علي بن مسعود الغساني ، فنسبوا إليه . وإياهم عنى أمية بن أبي الصلت بقوله:
لله در بني علي أيم منهم وناكح
وما عدا من ذكرنا ممن يقال له العلوي فمنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه .عبد الله بن كثير ، أبو معبد المقرئ عبد الله بن كثير ، أبو معبد المقرئ ، مولى عمر بن علقمة الكناني ، ويقال: الداري:
والدار بطن من لخم ، وهو من أبناء فارس الذين كانوا بصنعاء ، بعثهم كسرى إلى اليمن لما طرد الحبشية عنها ، وهو أحد القراء السبعة . أخذ عن مجاهد ، وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء .
وكان ذا دين وورع ، وكان عطارا ، وتوفي بمكة في هذه السنة .
عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان ، أبو عمر الظفري الأنصاري:
كان له علم بالسير والمغازي . روى عن ابن إسحاق وغيره ، وكان ثقة ، ووفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه ، فقضاه عنه ، وأمر له بمعونة ، وأمره أن يجلس في مسجد دمشق فيحدث الناس بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه رضي الله عنهم ، وقال: إن بني أمية كانوا يكرهون هذا وينهون عنه ، فاجلس فحدث ، ففعل .
ثم رجع إلى المدينة فتوفي بها في هذه السنة .
قيس بن مسلم الجدلي قيس بن مسلم الجدلي:
روى عن طارق بن شهاب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وابن جبير . وكان من المتعبدين البكاءين ، [وتوفي في هذه السنة] .
عن سفيان ، قال: كان قيس بن مسلم يصلي حتى السحر ، ثم يجلس فيمج البكاء ساعة بعد ساعة ويقول: لأمر ما خلقنا ، لئن لم نأت الآخرة بخير لنهلكن .
محمد بن واسع بن جابر محمد بن واسع بن جابر ، أبو عبد الله:
أسند عن أنس وغيره ، وكان عالما خيرا متواضعا ، وكان الحسن يسميه سيد القراء ، وكان يصوم الدهر ويخفي ذلك ، وكان يبكي طول الليل حتى قالت جارية له: لو كان هذا قتل أهل الدنيا ما زاد على هذا . وكان يخرج فيغزو ، فخرج مرة إلى الترك مع قتيبة بن مسلم ، فقيل لقتيبة: محمد بن واسع يرفع إصبعه -يعني يدعو- فقال: تلك الإصبع أحب إلي من ثلاثة آلاف عنان .
عن علي بن بزيع الهلالي ، قال: قال مطر الوراق ، قال: ما اشتهيت أن أبكي قط حتى أشتفي إلا نظرت إلى وجه محمد بن واسع ، وكنت إذا نظرت إلى وجهه كأنه قد ثكل عشرة من الحزن .
أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري بإسناد له عن ابن شوذب ، قال: كان إذا قيل بالبصرة: من أفضل أهل البصرة؟ قالوا: محمد بن واسع ، ولم يكن يرى له كثير عبادة ، وكان يلبس قميصا بصريا وساجا ، وكان له علية ، فإذا كان الليل دخل ثم أغلقها عليه .
وعن يونس ، قال: سمعت محمد بن واسع يقول: لو كان يوجد للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي .
قال عبد الله: بسنده حدثنا الحارث بن نبهان ، قال: سمعت محمد بن واسع يقول: واأصحاباه ، [ذهب أصحابي]: قلت: رحمك الله ، أليس قد نشأ شباب يصومون النهار ، ويقومون الليل ، ويجاهدون في سبيل الله؟ قال: بلى ، ولكن يداخ وثفل أفسدهم العجب .
قال عبد الله: بسنده عن ابن شوذب ، قال: قسم أمير البصرة على أهل البصرة ، فبعث إلى مالك بن دينار فقبل ، فقال له محمد بن واسع: يا مالك قبلت جوائز السلطان ، قال: سل جلسائي ، فقالوا: اشترى بها رقابا وأعتقهم ، فقال له محمد بن واسع: أنشدك الله ، أقلبك الساعة له على ما كان قبل أن يجيزك؟ قال: اللهم لا ، قال: ترى أي شيء دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: [إنما مالك حمار] إنما يعبد الله مثل محمد بن واسع .
قال عبد الله: وعن حماد بن زيد ، قال: دخلنا على محمد بن واسع نعوده في مرضه ، فجاء يحيى البكاء يستأذن ، فقالوا: يحيى البكاء ، فقال: إن شر أيامكم يوم نسبتم إلى البكاء .
وفي رواية أخرى أنه قال: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته لا تعلم .
وقال لرجل: هل أبكاك قط سابق علم الله فيك .
وعن محمد بن عبد الله الزراد ، قال: رأى محمد بن واسع ابنا له وهو يخطر بيده ، فقال: ويحك! تعال ، تدري من أنت؟ أمك اشتريتها بمائتي درهم ، وأبوك فلا أكثر الله في المسلمين مثله .
قال ابن عبيد الله: بسنده عن حزم ، قال: قال محمد بن واسع وهو في الموت: يا إخوتاه ، تدرون أين يذهب بي؟ يذهب بي والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو عني .
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري :
اسمه كنيته ، وكان فاضلا ، وكان إليه القضاء والحج ، ولما ولي عمر بن عبد العزيز ولاه إمرة المدينة .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي بإسناده عن عطاف بن خالد ، عن أمه ، عن امرأة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنها قالت: ما اضطجع أبو بكر على فراشه منذ أربعين سنة بالليل .
توفي بالمدينة وهو ابن أربع وثمانين سنة .
وفيها مات ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي . وحماد بن سليمان الفقيه ، وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، وعلي بن مدرك النخعي الكوفي ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الكوفي .