خالد بن عبد الله القسري البجلي اليماني:
كان بواسط ، وقيل: بالكوفة ، وقد ذكرنا كيفية هلاكه في الحوادث . دراج بن سمعان ، أبو السمح ، مولى عبد الله بن عمرو بن العاص:
سمع من عبد الله بن الحارث بن جزء . روى عنه الليث وابن لهيعة .
وكان يقص بمصر ويقول: أدركت زمانا إذا سمعنا بالرجل أنه قد جمع القرآن حججنا إليه لننظر إليه . شميط بن عجلان ، أبو عبيد الله:
كان عابدا واعظا .
فعن عبد الله بن شميط ، عن أبيه أنه كان يقول في مواعظه:
إن المؤمن يقول لنفسه: إنما هي ثلاثة أيام ، فقد مضى أمس بما فيه ، وغدا أملك لعلك لا تدركه ، إنما هو يومك هذا فإن كنت من أهل غد فسيجيء رب غد برزق غد ، إن دون غد يوما وليلة تخترم فيه أنفس كثيرة ، فلعلك المخترم فيه ، كفى كل يوم همه ، ثم قد حملت على قلبك الضعيف هم السنين والدهور ، وهم الغلاء والرخص ، وهم الشتاء قبل أن يجيء ، وهم الصيف قبل أن يجيء ، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف للآخرة ، العجب لمن صدق بدار الحيوان كيف يسعى لدار الغرور؟! عبد الله بن غالب الحراني:
عن المغيرة بن حبيب ، قال: قال عبد الله بن غالب الحراني: لما برز العدو على ما أساء من الدنيا ، فوالله ما فيها للبيب جدل ، ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي وافتراش الجبهة لك يا سيدي ، والمراوحة بين الأعضاء في ظلم الليل؛ رجاء ثوابك وحلول رضوانك ، لقد كنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها . قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل . قال: فحمل من المعركة وإنه لرمق ، فمات ، دون العسكر ، فلما أن دفن أصابوا من قبره رائحة المسك .
قال: فرآه رجل من إخوانه في منامه ، فقال: يا أبا فراس ، ما صنعت؟ قال: خير الصنع ، قال: إلى ما صرت؟ قال: إلى الجنة ، قال: بم؟ قال: بحسن اليقين وطول التهجد وظمأ الهواجر ، قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟ قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ ، قال: قلت: أوصني ، قال: اكسب لنفسك خيرا ، لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلا . عبد الله بن سريج ، أبو يحيى مولى بني نوفل بن عبد مناف:
وقيل: مولى بني الحارث بن عبد المطلب ، وقيل: مولى لبني مخزوم ، وقيل: مولى لبني ليث . ولد في خلافة عمر بن الخطاب ، وكان نائحا ، ثم صار من مشاهير المغنين وكبارهم ، وكان آدم أحمر ظاهر الدم سفاطا ، في عينه فتل ، وفي رأسه صلع ، وكان منقطعا إلى عبد الله بن جعفر .
وذكر الكلبي عن أبيه ، قال: كان ابن سريج مخنثا أحول أعمش ، وكان أحسن الناس غناء ، وغنى في زمن عثمان .
وقال غيره: كان مغني أهل مكة ابن سريج ، ومغني أهل المدينة معبد .
الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد:
ولد سنة ستين . شاعر متقدم مقدم ، عالم باللغة ، كان في أيام بني أمية ، ولم يدرك الدولة العباسية ، تكلم مع حماد الراوية فأفحم حمادا ، وأنشد هشام بن عبد الملك فأعطاه مالا كثيرا . وأنشد خالدا القسري فأعطاه مائة ألف درهم .
وقال معاذ الهزاء: الكميت أشعر الأولين والآخرين . وبلغ شعره خمسة آلاف ومائتين وتسعا وثمانين بيتا . وفيها مات سعيد بن أبي سعيد المقبري . ومالك بن دينار الزاهد ، وقيل مات سنة سبع وعشرين ، وقيل سنة ثلاثين . وفيها توفي عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وقيل سنة إحدى وثلاثين . وفي إمارة يوسف بن عمر على العراق توفي أبو جمرة الضبعي صاحب ابن عباس .
( جمرة : بالجيم والراء المهملة ) . وسعيد بن مسروق في قول ، وسليمان بن حبيب المحاربي قاضي دمشق