[ ] الوفيات
وفيها مات عبد ربه بن سعيد بن قيس الأنصاري ، وقيل : سنة إحدى وأربعين .
وفيها مات العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن أبي صعصعة المازني ، ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ، وكان موته بالإسكندرية . وفيها توفي عمرو بن مهاجر . جميل بن كريب المعافري .
من أهل إفريقية . حدث عن أبي عبد الرحمن الجيلي ، وكان من أهل العلم والدين . وسأله الأمير عبد الرحمن بن حبيب الفهري تولية القضاء فامتنع ، وتمارض وشرب ماء التبن حتى اصفر لونه ، فبعث [إليه] عبد الرحمن فقال له: إنما أردت أن تكون عونا على الأمر ، وأقلدك أمر المسلمين فتحكم علي وعلى من دوني بما تراه من الحق ، فاتق الله في الناس . فقال له جميل: آلله إنك لتفعل؟ فقال: آلله ، فقبل ، فما مر إلا أيام حتى أتاه رجل يدعي على عبد الرحمن بن حبيب دعوى ، فمضى معه إلى باب دار الإمارة ، فقال للحاجب: أعلم الأمير بمكاني ، وأن هذا يدعي عليه بدعوى . فدخل فأعلمه . وكان عبد الرحمن من أغنى من ولي أفريقية ، فلبس رداء ونعلين وخرج إليه ، فأقعده جميل مقعد الخصم مع صاحبه ، ثم نظر بينهما ، فأنصفه عبد الرحمن .
وكان جميل يركب حمارا ورسنه ليف ، فمر يوما فعرض له خصمان في موضع ، فنزل عن حماره ، وقعد فأراد أحدهما أن يمسك رأس الحمار ، فمنعه وأمسكه هو ، ثم ركب .
وكان البربر قد رحلوا إلى القيروان ، فخرج إليهم الناس ومعهم ابن كريب ، فاقتتلوا فقتل ابن كريب في هذه السنة . خالد بن يزيد ، مولى عمير بن وهب الجهني ، يكنى أبا عبد الرحيم .
كان فقيها مفتيا ، وآخر من حدث عنه بمصر المفضل بن فضالة .
توفي في هذه السنة . - واسم أبي هند: دينار - مولى لآل الأعلم القشريين . داود بن أبي هند ، أبو بكر
ولد بسرخس ، وروى عن أنس ، وسعيد بن المسيب ، وأبي عثمان النهدي ، وأبي العالية ، والحسن . وكان يفتي في زمن الحسن .
وعن سفيان قال: سمعت داود بن أبي هند يقول: أصابني - يعني الطاعون - فأغمي علي ، وكأن اثنان أتياني ، فغمز أحدهما عكوة لساني ، وغمز الآخر أخمص قدمي ، فقال: أي شيء تجد؟ فقال: تسبيحا وتكبيرا ، وشيئا من خطو إلى المساجد وشيئا من قراءة القرآن . قال: ولم أكن أخذت القرآن حينئذ ، فعوفيت وأقبلت على القرآن فتعلمته .
عن عمرو بن علي قال: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود أربعين سنة لا يعلم به أهله . كان خزازا يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم .
توفي داود في هذه السنة . يونس بن عبيد ، أبو عبد الله ، مولى لعبد القيس .
أسند عن أنس ، والحسن ، وابن سيرين ، وعطاء ، وعكرمة .
وكان عالما ثقة زاهدا .
أخبرنا ابن ناصر قال: بسنده عن زهير يقول: كان يونس بن عبيد خزازا ، فجاء رجل يطلب ثوبا ، فقال لغلامه: انشر الرزمة . وضرب بيده على الرزمة وقال: صلى الله على محمد . فقال: ارفعه . وأبى أن يبيعه مخافة أن يكون [قد] مدحه .
قال أبو نعيم: بسنده: حدثنا أمية بن بسطام قال: كان يونس بن عبيد يشتري الإبريسم من البصرة فيبعث به إلى وكيله بالسوس ، وكان وكيله كتب إليه أن المتاع عندهم زائد .
وقال أبو نعيم: بسنده حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: جاء رجل من أهل الشام إلى سوق الخزازين ، فقال: أريد مطرفا بأربعمائة . قال يونس بن عبيد عندنا بمائتي [درهم] ، فنادى مناد بالصلاة . فانطلق يونس إلى بني بشير ليصلي بهم ، فجاء وقد باع ابن أخيه المطرف من الشامي بأربعمائة ، وقال يونس: ما هذه الدراهم؟ قال: ذاك المطرف بعناه من هذا الرجل . قال يونس: يا عبد الله ، هذا الذي عرضت عليك بمائتي درهم ، فإن شئت فخذه وخذ مائتين ، وإن شئت فدعه .
قال: من أنت؟ قال: رجل من المسلمين . قال: بل أسألك بالله من أنت؟ وما اسمك؟
قال: يونس بن عبيد . قال: فوالله إنا لنكون في نحر العدو ، فإذا اشتد الأمر علينا قلنا اللهم رب يونس بن عبيد فرج عنا . أو شبيه هذا . فقال يونس: سبحان الله سبحان الله .
توفي يونس في هذه السنة . وقيل: في سنة أربع وثلاثين ومائة .