زبان بن فائد ، أبو جوين الحمراوي :
كان على المظالم بمصر ، وهو آخر من ولي لبني أمية ، وكان فاضلا من أعدل ولاتهم .
روى عنه الليث ، وابن لهيعة ، ورشدين بن سعد .
وتوفي في هذه السنة . أبو هاشم الزاهد:
من قدماء زهاد بغداد ومن أقران أبي عبد الله البراثي .
كان سفيان الثوري يقول: ما زلت أرائي وأنا لا أشعر حتى جالست أبا هاشم الزاهد ، فأخذت منه ترك الرياء .
وكان أبو هاشم يقول: أخذ المرء نفسه بحسن الأدب تأديب أهله .
قال: محمد بن الحسن ، : حدثني بعض أصحابنا ، قال: قال أبو هاشم الزاهد:
إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المريدين به دونها ليقبل المطيعون له بالإعراض عنها ، فأهل المعرفة بالله مستوحشون وإلى الآخرة مشتاقون .
قال: حكيم بن جعفر ، :
نظر هاشم إلى شريك القاضي يخرج من دار يحيى بن خالد فبكى وقال: أعوذ بالله من علم لا ينفع . وفيها توفي صفوان بن عمرو ، وعثمان بن أبي العاتكة الدمشقيان ، وعثمان بن عطاء ،
وحماد الراوية
، وهو ابن أبي ليلى ميسرة - ويقال : سابور - بن المبارك بن عبيد الديلمي الكوفي ، مولى مكنف بن زيد الخيل الطائي ، كان من أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها وأشعارها ولغاتها ، وهو الذي جمع السبع المعلقات الطوال ، وإنما سمي الراوية; لكثرة روايته الشعر عن العرب ، اختبره الوليد بن يزيد بن عبد الملك أمير المؤمنين فأنشدهم تسعا وعشرين قصيدة على حروف المعجم ، كل قصيدة نحو من مائة بيت ، وزعم أنه لا يسمى شاعر من شعراء العرب إلا أنشد له ما لا يحفظه غيره ، فأطلق له مائة ألف درهم .
وذكر أبو محمد الحريري في كتابه " درة الغواص " ، أن هشام بن عبد الملك استدعاه من العراق من نائبه يوسف بن عمر ، فلما دخل عليه إذا هو في دار قوراء مرخمة بالرخام والذهب ، وإذا عنده جاريتان حسناوان جدا ، فاستنشده شيئا فأنشده ، فقال له : سل حاجتك . فقال : كائنة ما كانت يا أمير المؤمنين؟ فقال : وما هي؟ قال : تطلق لي إحدى هاتين الجاريتين . فقال : هما لك وما عليهما . وأخلاه في بعض داره ، وأطلق له ألف درهم . هذا ملخص الحكاية ، والظاهر أن هذا الخليفة إنما هو الوليد بن يزيد ، فإنه ذكر أنه شرب معه ، وهشام لم يكن يشرب ، ولم يكن نائبه على العراق يوسف بن عمر ، وإنما كان خالد بن عبد الله القسري ، وبعده يوسف بن عمر . وكانت وفاة حماد في هذه السنة عن ستين سنة .
قال ابن خلكان وقيل : إنه أدرك أول خلافة المهدي في سنة ثمان وخمسين . فالله أعلم .
وفيها قتل حماد عجرد على الزندقة ، وهو حماد بن عمر بن يوسف بن كليب الكوفي ، ويقال : إنه واسطي . مولى بني سواءة ، وكان شاعرا ماجنا ظريفا خليعا ، لكنه كان متهما على الإسلام ، وقد أدرك الدولتين الأموية والعباسية ، ولكنه ما اشتهر إلا في أيام بني العباس ، وكان بينه وبين بشار بن برد مهاجاة كثيرة ، ولما قتل بشار على الزندقة أيضا ، دفن معه في قبره ، وقيل : إن حماد عجرد مات سنة ثمان وخمسين . وقيل : سنة إحدى وستين ومائة . فالله أعلم .