وفيها تتبع الرشيد خلقا من الزنادقة ، فقتل منهم طائفة كثيرة .
وفيها خرج عليه بعض أهل البيت .
وفيها وذلك يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شوال من هذه السنة . ولد الأمين محمد ابن الرشيد من زبيدة ،
وفيها كمل بناء مدينة طرسوس على يدي فرج الخادم التركي ، ونزلها الناس .
ويقال : إنه غزا في هذه السنة أيضا . وفي ذلك يقول داود بن رزين الشاعر :
بهارون لاح النور في كل بلدة وقام به في عدل سيرته النهج إمام بذات الله أصبح شغله
وأكثر ما يعنى به الغزو والحج تضيق عيون الناس عن نور وجهه
إذا ما بدا للناس منظره البلج وإن أمين الله هارون ذا الندى
ينيل الذي يرجوه أضعاف ما يرجو
وفيها توفي يزيد بن حاتم المهلبي ، والي إفريقية ، واستخلف عليها ابنه داود ، وانتقضت جبال باجة ، وخرج فيها الإباضية فسير إليهم داود جيشا ، فظفر بهم الإباضية ، وهزموهم ، فجهز إليهم جيشا آخر ، فهزمت الإباضية ، فتبعهم الجيش ، فقتلوا منهم ، فأكثروا .
وبقي داود أميرا إلى أن استعمل الرشيد عمه روح بن حاتم المهلبي أميرا على إفريقية ، وكانت إمارة داود تسعة أشهر .
وفيها عزل الرشيد عمر بن عبد العزيز العمري عن المدينة ، على ساكنها السلام ، واستعمل عليها إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس .
وفيها ظهر من كان مستخفيا ، منهم طباطبا العلوي ، وهو إبراهيم بن إسماعيل ، ( وعلي ) بن الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وبقي نفر من الزنادقة لم يظهروا ، منهم : يونس بن فروة ، ويزيد بن الفيض .
وفيها عزل الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا ، وسميت العواصم وفيها أوقع عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس ببرابر نفزة ، فأذلهم ، وقتل فيهم .
وفيها أمر عبد الرحمن ببناء جامع قرطبة ، وكان موضعه كنيسة وأخرج عليه مائة ألف دينار .