ذكر عدة حوادث
وفي سنة ثمانين ومائة أخذ الرشيد الخاتم من جعفر بن عيسى ، فدفعه إلى أبيه يحيى بن خالد .
وفيها ولى جعفرا خراسان وسجستان ، ثم عزله عنها بعد عشرين ليلة ، واستعمل عليها عيسى بن جعفر ، وولى جعفر بن يحيى الحرس .
وفيها هدم الرشيد سور الموصل بسبب العطاف بن سفيان الأزدي ، سار إليها بنفسه ، وهدم سورها ، وأقسم ليقتلن من لقي من أهلها ، فأفتاه القاضي أبو يوسف ، ومنعه من ذلك ، وكان العطاف قد سار عنها نحو أرمينية فلم يظفر به الرشيد ، ومضى إلى الرقة فاتخذها وطنا .
وفيها عزل هرثمة بن أعين عن إفريقية ، واستقدمه إلى بغداذ واستخلفه جعفر بن يحيى على الحرس .
وفيها كانت بمصر زلزلة عظيمة سقط منها رأس منارة الإسكندرية .
( وفيها خرج حراشة الشيباني بالجزيرة ، فقتله مسلم بن بكار العقيلي ) .
وفيها عزل الفضل بن يحيى عن طبرستان ، والرويان ، ووليها عبد الله بن خازم ، وولي سعيد بن سلم الجزيرة ، وغزا الصائفة محمد بن معاوية بن زفر بن عاصم .
وفيها سار الرشيد إلى الحيرة ، وابتنى بها المنازل ، فأقطع أصحابه القطائع فثار بهم أهل الكوفة ، وأساءوا مجاورته ، فعاد إلى بغداذ .
وحج بالناس هذه السنة موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي .
وفيها استعمل الرشيد على الموصل يحيى بن سعيد الحرشي ، فأساء السيرة في أهلها ، وظلمهم ، وطالبهم بخراج سنين مضت ، فجلا أكثر أهل البلد .
وفيها ظهرت طائفة بجرجان يقال لهم : المحمرة . لبسوا الحمرة ، واتبعوا رجلا يقال له : عمرو بن محمد العمركي . وكان ينسب إلى الزندقة ، فبعث الرشيد يأمر بقتله ، فقتل بمرو ، وأطفأ الله نارهم في ذلك الوقت . وفيها أمر الرشيد ببناء مدينة عين زربى وحصنها ، وسير إليها جندا من أهل خراسان وغيرهم ، فأقطعهم بها المنازل .