في هذه السنة استعمل المأمون عبد الله بن طاهر على خراسان ، فسار إليها .
وكان سبب مسيره إليها أن أخاه طلحة لما مات ولي خراسان علي بن طاهر خليفة لأخيه عبد الله ، وكان عبد الله بالدينور يجهز العساكر إلى بابك ، وأوقع الخوارج بخراسان بأهل قرية الحمراء من نيسابور ، فأكثروا فيهم القتل ، واتصل ذلك بالمأمون ، فأمر عبد الله بن طاهر بالمسير إلى خراسان ، فسار إليها ، فلما قدم نيسابور كان أهلها قد قحطوا فمطروا قبل وصوله إليها بيوم واحد ، فلما دخلها قام إليه رجل بزاز فقال :
قد قحط الناس في زمانهم حتى إذا جئت جئت بالدرر غيثان في ساعة لنا قدما
فمرحبا بالأمير والمطر
فأحضره عبد الله وقال له : أشاعر أنت ؟ قال : لا ، ولكني سمعتها بالرقة فحفظتها . فأحسن إليه ، وجعل إليه أن لا يشترى له شيء من الثياب إلا بأمره .