كان أبو دلف من أصحاب محمد الأمين ، وسار مع علي بن عيسى بن ماهان إلى حرب طاهر بن الحسين ، فلما قتل علي عاد أبو دلف إلى همذان ، فراسله طاهر يستميله ، ويدعوه إلى بيعة المأمون ، فلم يفعل ، وقال : إن في عنقي بيعة لا أجد إلى فسخها سبيلا ، ولكني سأقيم مكاني لا أكون مع أحد الفريقين إن كففت عني . فأجابه إلى ذلك ، فأقام بكرج . حال أبي دلف مع المأمون
فلما خرج المأمون إلى الري راسل أبا دلف يدعوه إليه ، فسار نحوه مجدا وهو خائف شديد الوجل ، فقال له أهله وقومه وأصحابه : أنت سيد العرب ، وكلها تطيعك ، فإن كنت خائفا فأقم ، ونحن نمنعك . فلم يفعل ، وسار وهو يقول :
أجود بنفسي دون قومي دافعا لما نابهم قدما وأغشى الدواهيا وأقتحم الأمر المخوف اقتحامه
لأدرك مجدا أو أعاود ثاويا
وهي أبيات حسنة ، فلما وصل إلى المأمون أكرمه ، وأحسن إليه وأمنه ، وأعلى منزلته .