ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
ابن راهويه
. إسحاق بن إبراهيم بن [مخلد بن إبراهيم ، أبو ] يعقوب الحنظلي ، المعروف بابن راهويه
ولد سنة إحدى وستين ومائة ، وقيل سنة ست وستين ومائة .
وولد مثقوب الأذنين فقال له الفضل بن موسى الشيباني : يكون هذا رأسا في الخير أو في الشر .
وقال له عبد الله بن طاهر : لم قيل لك ابن راهويه ؟ فقال : ولد أبي في الطريق فقيل راهويه .
رحل إسحاق في طلب العلم إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، وسمع من جرير بن عبد الحميد ، وإسماعيل بن علية ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع [بن الجراح ] ، وأبا معاوية ، وعبد الرزاق ، والنضر بن شميل ، وعيسى بن يونس ، وأبا بكر بن عياش ، وغيرهم .
روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وخلق كثير . واجتمع له الحديث والفقه ، والحفظ والصدق ، والورع والزهد .
وكان أحمد بن حنبل يقول : لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا وقال مرة : لم نر مثله .
ويقول إسحاق بن إبراهيم :
أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني .
وقال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه : قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ قال : مائة ألف حديث ما أدري ما هو ، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته .
توفي [إسحاق ] بن راهويه ليلة الخميس للنصف من شعبان هذه السنة بنيسابور .
قال البخاري : توفي وهو ابن سبع وسبعين سنة .
بشر بن الوليد بن خالد
. بشر بن الوليد بن خالد ، أبو الوليد الكندي
سمع مالك بن أنس ، وصالحا المري ، وشريك بن عبد الله ، وأبا يوسف ، ومنه أخذ الفقه .
روى عنه جماعة منهم : البغوي ، وكان عالما دينا فقيها ثقة ، جميل المذهب ، حسن الطريقة ، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي ، وذلك سنة ثمان ومائتين ، وأقام على ولايته سنتين ، وعزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر ، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين .
وقال طلحة بن محمد بن جعفر : لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور بشر بن الوليد الكندي ، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم ، واسع الفقه ، وهو صاحب أبي يوسف وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعها .
قال طلحة : وحدثني عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه : أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال : إنه لا ينفذ قضائي ، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان أكثر من ولده ، فأقعده المأمون معه على سريره ، ودعا بشر بن الوليد فقال له : ما ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ، ولا في جواره ، فصاح به المأمون وقال : اخرج فخرج [بشر ] فقال يحيى يا أمير المؤمنين ، قد سمعت فاصرفه ، فقال : ويحك ، هذا لم يراقبني ، فكيف أصرفه ؟ ولم يفعل .
قال المصنف : كان بشر مع ميله إلى أصحاب الرأي لا يعين على أحمد بن حنبل ، وسعى به رجل إلى المعتصم فقال : إنه لا يقول القرآن مخلوق ، فحبسه في بيته ونهاه أن يفتي ، فلما ولي المتوكل أطلقه ، وأمره أن يفتي ويحدث وأشكل عليه أمر القرآن ، فقال بالوقف ، فذمه أصحاب الحديث وتركوه . وتغير بالكبر حتى قالوا : قد خرف .
وتوفي في هذه السنة عن سبع وتسعين سنة ، ودفن في مقبرة باب الشام .
أبو الفضل المروزي
. الربيع بن ثعلب ، أبو الفضل المروزي
ولد بمرو ، وسكن بغداد ، وحدث بها عن الفرج بن فضالة .
روى عنه البغوي ، وكان رجلا صالحا من خيار المسلمين ، صدوقا .
توفي في شوال هذه السنة ببغداد .
محمد بن بكار بن الريان
. محمد بن بكار بن الريان ، أبو عبد الله الرصافي ، مولى بني هاشم
سمع الفرج بن فضالة وخلقا كثيرا .
روى عنه : الصاغاني ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وإبراهيم بن هاشم البغوي وغيرهم . ووثقه يحيى ، والدارقطني ، وقال صالح جزرة : هو صدوق يحدث عن الضعفاء .
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة .
محمد بن الحسين البرجلاني
. محمد بن الحسين [البرجلاني ] أبو جعفر ، ويعرف بابن أبي شيخ البرجلاني
نسب إلى محلة البرجلانية ، وهو صاحب كتب الزهد والرقائق .
سمع الحسين بن علي الجعفي ، وزيد بن الحباب ، وخلقا كثيرا .
روى عنه ابن أبي الدنيا فأكثر ، وأبو العباس بن مسروق وغيرهما .
وسأل رجل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد فقال : عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني وقال ابن أبي الدنيا : مات في هذه السنة .
أبو عبد الله البراثي
. محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان ، أبو عبد الله البراثي
[كان من أهل الدين والفضل ، وكان ذا مال وثروة .
روى عن هشيم ، وسفيان بن عيينة ، وكان بشر بن الحارث يأنس إليه في أموره .
ويقول إبراهيم الحربي : ما لك ؟ يقع على أحد شيء من السماء ؟ ولكن كان لبشر صديق . قال أبو محمد الزهري : كان أبو عبد الله البراثي ] صديقا لبشر . وكان يجهز إلى الثغر ، وكان موسرا ذا مال ، قال : فكان إبراهيم الحربي يومئ إلى أن بشرا كان يأنس بأبي عبد الله البراثي ويقبل منه الصلة .
أبو زكريا الحر
. يحيى بن عمار ، أبو زكريا الحر
سمع إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد . كتب عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وقال : هو ثقة .
أبو عبيدة البسري
توفي في هذه السنة .
. أبو عبيدة البسري
وبسر قرية فوق دمشق .
ويقول أبا بكر بن معمر : سمعت ابن أبي عبيدة البسري يحدث عن أبيه : أنه غزا سنة من السنين ، فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته وهو في السرية ، فقال : أي رب ! أعرنا إياه حتى نرجع إلى بسرى - يعني قريته - فإذا المهر قائم ، فلما غزا ورجع إلى بسرى قال : يا بني خذ السرج عن المهر . قال : قلت : يا أبة إنه عرق ، فقال : يا بني ، هو عارية ، فحين أخذت السرج وقع المهر ميتا .
وفيها توفي طالوت بن عباد ، ومحمد بن أبي السرى العسقلاني .