وقعة بين عسكر ابن أبي الساج والشراة
لما استولى ابن أبي الساج على الموصل أرسل طائفة من عسكره مع غلامه فتح ، وكان شجاعا مقدما عنده ، إلى المرج من أعمال الموصل ، فساروا إليها ، وجبوا الخراج منها .
وكان اليعقوبية الشراة بالقرب منه ، فأرسل إليهم فهادنهم ، وقال :
إنما مقامي بالمرج مدة يسيرة ثم أرحل عنه . فسكنوا إلى قوله ، وتفرقوا ، فنزل بعضهم بالقرب من سوق الأحد ، فأسرى إليهم فتح في السحر ، فكبسهم ، وأخذ أموالهم ، وانهزم الرجال عنه .
وكان باقي اليعقوبية قد خرجوا إلى أصحابهم الذين أوقع بهم فتح من غير أن يعلموا بالواقعة ، فلقيهم المنهزمون من أصحابهم ، ( فاجتمعوا ، وعادوا إلى فتح فقاتلوه ) ، وحملوا حملة رجل واحد ، فهزموه ، وقتلوا من أصحابه ثمانمائة رجل ، وكان أصحابه ألف رجل ، فأفلت في نحو مائة رجل ، وتفرق مائة في القرى واختفوا ، وعادوا إلى الموصل متفرقين ، وأقاموا بها .