ذكر عدة حوادث
( وفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين كانت وقعة بالرقة في جمادى الأولى بين إسحاق بن كنداجيق وبين محمد بن أبي الساج ، فانهزم إسحاق ، ثم كانت بينهما وقعة أخرى في ذي الحجة فانهزم إسحاق أيضا ) .
وفي السنة وثب أولاد ملك الروم على أبيهم ، فقتلوه ، وملك أحدهم بعده .
وفيها قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون الذي كان قدم عليه بالأمان ( حين كان يقاتل الزنج بالبصرة ، ولما قبضه قيده ) ، وضيق عليه ، وأخذ منه أربعمائة ألف دينار ، فكان لؤلؤ يقول : ليس لي ذنب إلا كثرة مالي ; ولم تزل أموره في إدبار إلى أن افتقر ولم يبق له شيء ، ثم عاد إلى مصر في آخر أيام هارون بن خمارويه ، فريدا وحيدا ، بغلام واحد ، فكان هذا ثمرة العقل السخيف ، وكفر الإحسان .
وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق .
وفيها ثار السودان بمصر ، وحصروا صاحب الشرطة ، فسمع خمارويه بن أحمد بن طولون الخبر ، فركب ، وفي يده سيف مسلول ، وقصد دار صاحب الشرطة ، وقتل كل من لقيه من السودان ، فانهزموا منه ، وأكثر القتل فيهم ، وسكنت مصر وأمن الناس . وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي ، وهذه السنة العاشرة من حجه بالناس ، ولم يحج بالناس بعد عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] عشر سنين متتابعة سواه .