قبض الموفق على ابنه المعتضد بالله
في سنة خمس وسبعين ومائتين ، في شوال ، قبض الموفق على ابنه المعتضد بالله أبي العباس أحمد .
وسبب ذلك أن الموفق دخل إلى واسط ونزل بها ، ثم عاد إلى بغداذ ، وتخلف المعتمد على الله بالمدائن ، وأمر الموفق ابنه أن يسير إلى بعض الوجوه ، فقال : لا أخرج إلا إلى الشام لأنها الولاية التي ولانيها أمير المؤمنين .
فلما امتنع عليه أمر بإحضاره ، فلما حضر أمر بعض خدمه أن يحبسه في حجرة في داره ، فلما قام المعتضد تقدم إليه الخادم وأمره بدخول تلك الدار ، فدخل ووكل به فيها .
وثار القواد من أصحابه ومن تبعهم وركبوا ، واضطربت بغداذ لما رأوا السلاح والقواد ، فركب الموفق إلى الميدان ، وقال لهم : ما شأنكم ؟ أترون أنكم أشفق على ولدي مني ، وقد احتجت إلى تقويمه ! فانصرفوا .
فسكن الناس عند ذلك وتراجعوا إلى منازلهم ، ثم أفرج عنه ، ولله الحمد والمنة .