أبو بكر أحمد بن محمد الحجاج المروذي صاحب الإمام أحمد ، كان من الأئمة الأذكياء ، وكان أحمد يقدمه على جميع أصحابه ويأنس به ويبعثه في الحاجة ويقول : قل ما شئت . وهو الذي أغمض الإمام أحمد وكان فيمن غسله أيضا ، وقد نقل عن أحمد مسائل كثيرة ، وحصلت له رفعة عظيمة .
وعن الخلال قال : خرج أبو بكر المروزي إلى العدو ، فشيعه الناس إلى سامراء ، فجعل يردهم ولا يرجعون ، فحزروا ، فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان ، فقيل : يا أبا بكر ! أحمد الله ، فهذا علم قد نشر لك . فبكى ثم قال : ليس هذا العلم لي [ إنما ] هذا علم أحمد بن حنبل .
توفي أبو بكر لست خلون من جمادى الأولى من هذه السنة [ ودفن قريبا من قبر أحمد بن حنبل ] ورئي أحمد بن حنبل في المنام وهو راكب ، فقيل له : إلى أين؟ فقال : إلى شجرة طوبى ، نلحق أبا بكر المروزي . أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس ، أبو عبد الله الباهلي أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس ، أبو عبد الله الباهلي البصري ، المعروف بغلام خليل ، سكن بغداد وروى عن سليمان بن داود الشاذكوني ، وشيبان بن فروخ ، وقرة بن حبيب وغيرهم ، وعنه ابن السماك وابن مخلد وغيرهما ، وقد أنكر عليه أبو حاتم وغيره أحاديث رواها منكرة عن شيوخ مجهولين ، قال أبو حاتم : ولم يكن ممن يفتعل الحديث ، كان رجلا صالحا . وعن الحسن بن علي التميمي قال : قرأت على محمد بن الحسين القطان ، عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ قال : قال أبو جعفر بن الشعيري : لما حدث غلام الخليل عن بكر بن عيسى ، عن أبي عوانة [ عن أبي مالك الأشجعي ، عن أبيه ] قلت : يا أبا عبد الله ، هذا الرجل حدث عنه إبراهيم بن عرعرة ، وأحمد بن حنبل ، وهو قديم الوفاة ، ولم تلحقه أنت ولا من في سنك ، ففكر في هذا . قال : ثم خفته فقلت : أحسبك سمعت من رجل يقال له بكر بن عيسى غير بكر بن عيسى هذا . فسكت وافترقنا ، فلما كان من الغد قال : يا أبا جعفر ، علمت أني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة يقال له بكر بن عيسى ، فوجدتهم ستين رجلا .
وعن عبيد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله النهاوندي في مجلس أبي عروبة يقول : قلت لغلام الخليل : هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها . قال : وضعناها لنرقق بها قلوب العامة .
وكان أبو داود السجستاني يكذب غلام خليل ، ويقول : أخشى أن يكون دجال بغداد . وقد عرض علي من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها . قال الدارقطني : غلام خليل متروك .
وعن أحمد بن كامل القاضي قال : سنة خمس وسبعين ومائتين توفي [ أبو عبد الله أحمد بن محمد ] غلام الخليل في رجب ، وحمل في تابوت إلى البصرة وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج النساء والصبيان للصلاة عليه ، ودفن بالبصرة ، وبنيت عليه قبة وكان فصيحا يحفظ علما كثيرا ويقتات الباقلى صرفا .
وعن أبو الحسين بن المنادي : توفي غلام الخليل في رجب ، وصلي عليه في الدار التي كان ينزلها وحمل في تابوت فأحدر إلى البصرة ، وأكثر من صلى عليه ، إنما صلى على شاطئ دجلة ، وانحدر الناس ركبانا ومشاة ، وفي الزواريق إلى كلواذى ، ودونها ، وأسفل منها ، ودفن بالبصرة . أحمد بن ملاعب وأحمد بن ملاعب ، روى عن يحيى بن معين وغيره ، وكان ثقة دينا عالما فاضلا ، انتشر به علم كثير من الحديث .
وعبد الله بن يعقوب بن إسحاق التميمي العطار الموصلي ، قال ابن الأثير : كان كثير الحديث معدلا عند الحكام . ويحيى بن أبي طالب .
أبو داود السجستاني وأبو داود السجستاني :
صاحب " السنن " ، وهو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران ، أبو داود الأزدي السجستاني ، أحد أئمة الحديث الرحالين الجوالين في الآفاق والأقاليم ، جمع وصنف وخرج وألف ، وسمع الكثير عن مشايخ البلدان في الشام ومصر والجزيرة والعراق وخراسان وغير ذلك . وله " السنن " المشهورة المتداولة بين العلماء ، التي قال فيها أبو حامد الغزالي : يكفي المجتهد معرفتها من الأحاديث النبوية . وحدث عنه جماعة منهم ابنه أبو بكر عبد الله ، وأبو عبد الرحمن النسائي ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وهو آخر من روى عنه في الدنيا . سكن أبو داود البصرة وقدم بغداد غير مرة وحدث بكتابه " السنن " بها ، ويقال : إنه صنفه بها ، وعرضه على الإمام أحمد فاستجاده واستحسنه .
وقال الخطيب البغدادي : بسنده قال : سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي ، قال : سمعت أبا بكر بن داسه يقول : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب " السنن " - جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ; ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ; أحدها : قوله عليه السلام الأعمال بالنيات والثاني : قوله من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه والثالث : قوله لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه والرابع : قوله الحلال بين ، والحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي أن أبا بكر الخلال قال : أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته تخريج العلوم وبصره بمواضعه أحد من أهل زمانه ، رجل ورع مقدم ، قد سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا كان أبو داود يذكره ، وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله . قلت : الحديث الذي كتبه عنه وسمعه منه الإمام أحمد هو ما رواه من حديث حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة ، فحسنها " .
وقال إبراهيم الحربي وغيره : ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد . وقال غيره : كان أحد حفاظ الإسلام للحديث وعلله وسنده ، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع ، من فرسان الحديث . وقال غيره : كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم . في هديه ودله وسمته ، وكان علقمة يشبهه ، وكان إبراهيم يشبه علقمة ، وكان منصور يشبه إبراهيم ، وكان سفيان يشبه منصورا ، وكان وكيع يشبه سفيان ، وكان أحمد يشبه وكيعا ، وكان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل .
وقال محمد بن بكر بن عبد الرزاق : كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق ، فقيل له : ما هذا يرحمك الله ؟ فقال : هذا الواسع للكتب ، والآخر لا يحتاج إليه .
وقد كان مولد أبي داود في سنة ثنتين ومائتين ، وتوفي بالبصرة يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين ; عن ثلاث وسبعين سنة ، ودفن إلى جانب قبر سفيان الثوري .
محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العنبس الصيمري محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العنبس الصيمري الشاعر ، كان مجيدا في شعره ، أديبا ، كثير الملح ، وكان هجاء ، ومن جيد شعره قوله :
كم مريض قد عاش من بعد يأس بعد موت الطبيب والعواد قد يصاد القطا فينجو سليما
ويحل القضاء بالصياد
وقيل توفي سنة سبعين [ ومائتين ] ، والأول أصح . إسحاق بن إبراهيم بن هانئ ، أبو يعقوب النيسابوري إسحاق بن إبراهيم بن هانئ ، أبو يعقوب النيسابوري .
كان له اختصاص بأحمد بن حنبل ، وعنده أقام أحمد مدة [ عند ] اختفائه ، وحدث عنه بقطعة من مسائله ، وكان صالحا . توفي في هذه السنة . جعفر بن محمد بن القعقاع ، أبو محمد البغوي جعفر بن محمد بن القعقاع ، أبو محمد البغوي .
سكن سر من رأى ، وحدث بها عن سعيد بن منصور ، وغيره . روى عنه : البغوي ، وغيره وكان ثقة . توفي في رمضان هذه السنة .
الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح ، أبو سعيد السمسار الحربي الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح ، أبو سعيد السمسار الحربي ، المعروف : بالحرفي .
حدث عن جعفر الفريابي ، وغيره . روى عنه : التنوخي . وتوفي في رجب هذه السنة . قال العتيقي : كان فيه تساهل .
عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثابت ، أبو عبد الرحمن المروزي عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثابت ، أبو عبد الرحمن المروزي مولى بديل بن ورقاء الخزاعي . ويعرف : بابن شبويه .
من أئمة الحديث الفضلاء الراسخين الراحلين في طلب العلم ، سمع خلقا كثيرا مثل : عبدان ، وآدم ، وابن راهويه ، وعلي بن حجر ، وأبي كريب ، وقدم بغداد فحدث بها ، وروى عنه : ابن أبي الدنيا ، وابن صاعد . وتوفي في هذه السنة .
عبد الله بن محمد بن زيد ، أبو محمد الحنفي المروزي عبد الله بن محمد بن زيد ، أبو محمد الحنفي المروزي .
حدث عن عبدان . روى عنه : محمد بن مخلد ، وكان ثقة . وتوفي في رمضان [ من ] هذه السنة .
عبد الله بن عبيد الله بن داود ، أبو القاسم الهاشمي الداودي عبد الله بن عبيد الله بن داود ، أبو القاسم الهاشمي الداودي .
وكان فقيه الداودية في عصره بخراسان . سمع أبا جعفر الطحاوي ، وأبا العباس بن عقدة ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وطبقتهم . وانتخب عليه الحاكم أبو عبد الله ، وتوفي ببخارى في هذه السنة .
عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية ، أبو عوف البزوري عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية ، أبو عوف البزوري .
سمع روح بن عبادة ، وشبابة ، وأبا نعيم . روى عنه : ابن صاعد ، وابن السماك ، وكان ثقة . توفي في رجب هذه السنة [ وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة ] .
عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله أبو القاسم الهاشمي عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله أبو القاسم الهاشمي .
سمع الحميدي . روى عنه : المحاملي القاضي ، وكان ثقة . وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ، وبلغ ستا وثمانين سنة ، وكان جميلا وسيما بهيا .
القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، أبو محمد الجوهري ، مولى لأم عيسى بنت علي بن عبد الله بن عباس القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، أبو محمد الجوهري ، مولى لأم عيسى بنت علي بن عبد الله بن عباس .
ولد سنة خمس وتسعين ومائة . سمع من إسماعيل بن أبي أويس ، وعفان بن مسلم ، وأبي نعيم . روى عنه : أبو مسلم الكجي ، وكان ثقة مأمونا . توفي في محرم هذه السنة .
محمد بن إسحاق البغوي 1819 - محمد بن إسحاق البغوي .
حدث عن أبي الوليد الطيالسي ، وخالد بن خداش في آخرين ، وكان ثقة .


