الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وهذه ترجمة أبي أحمد الموفق رحمه الله  

            هو الأمير الناصر لدين الله الموفق بالله أبو أحمد محمد - طلحة - بن المتوكل على الله جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد ، كان مولده في يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة تسع وعشرين ومائتين ، وكان أخوه المعتمد حين صارت إليه الخلافة قد عهد إليه بالولاية بعد أخيه جعفر ، ولقبه الموفق بالله ، ثم لما قتل صاحب الزنج وكسر جيشه تلقب بناصر دين الله ، وصار إليه العقد والحل والولاية والعزل ، وإليه يجبى الخراج . وكان يخطب له على المنابر ، فيقال : اللهم أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أحمد الموفق بالله ولي عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين . ثم اتفق موته قبل أخيه المعتمد بستة أشهر ، رحمه الله . وكان غزير العقل حسن التدبير كريما جوادا ممدحا شجاعا مقداما رئيسا ، حسن المحادثة والمجالسة عادلا حسن السيرة ، يجلس للمظالم وعنده القضاة فينصف المظلوم من الظالم ، وكان عالما بالأدب والنسب والفقه وسياسة الملك ، وغير ذلك ، وله محاسن ومآثر كثيرة جدا .

            كانت وفاته في القصر الحسيني ليلة الخميس لثمان بقين من صفر . قال ابن الجوزي : وله سبع وأربعون سنة تنقص شهرا وأياما .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية