[279 - 289 هـ ] واسمه : أحمد بن أبي أحمد الموفق بالله ، واسم أبي أحمد : محمد وقيل : طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد ، ويكنى : أبا العباس ، وأمه أم ولد [ قال الصولي ] : كان اسمها ضرار ، ثم سميت : تحقين ، وتوفيت قبل خلافته بيسير ، وكان مولده بسر من رأى سنة ثلاث وأربعين ومائتين . وقيل : اثنتين وأربعين ومائتين وكان أسمر ، نحيف الجسم ، معتدل الخلق ، قد وخطه الشيب ، في مقدم لحيته طول ، وفي [ مقدم ] رأسه شامة بيضاء ، وكان نقش خاتمه "حامده أحمد يؤمن بالله الواحد" وكان له من الولد علي المكتفي ، ومحمد القاهر ، وجعفر المقتدر .
بويع المعتضد في صبيحة الليلة التي مات فيها المعتمد بويع لأبي العباس المعتضد بالله أحمد بن الموفق أبي طلحة بن المتوكل بالخلافة ، وكان من خيار خلفاء بني العباس ورجالهم وقد كان أمر الخلافة داثرا فأحياه الله بهمته وعدله وشهامته وصرامته وشجاعته فقال ابن المعتز :
يا أمير المؤمنين المرجى قد أقر الله فيك العيونا إذ دعينا لك بيعة حق
فسعينا نحوها مسرعينا بنفوس أملتك زمانا
سبقت أيدينا طائعينا أنت أقررت حشا كل نفس
وفرشت الأمن للخائفينا
ووصله في شوال رسول عمرو بن الليث ومعه هدايا كثيرة ، وسأله أن يوليه خراسان ، فعقد له عليها ، وسير إليه الخلع ، واللواء ، والعهد ، فنصب اللواء في داره ثلاثة أيام . وولى صالحا الحجابة ، ثم وزر له القاسم بن عبيد الله ، وقضاءه إسماعيل بن إسحاق ، ويوسف بن [ يعقوب ] ، وابن أبي الشوارب .