وفي سنة ثمانين ومائتين ، في أول صفر سار المعتضد من بغداذ يريد بني شيبان بالموضع الذي يجتمعون به من أرض الجزيرة ، فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم أموالهم ، وأغار المعتضد على أعراب عند السن ، فنهب أموالهم ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وغرق منهم في الزاب مثل ذلك ، وعجز الناس عن حمل ما غنموه ، فبيعت الشاة بدرهم ، والبعير بخمسة دراهم .
وسار إلى الموصل وبلد ، فلقيه بنو شيبان يسألونه العفو ، وبذلوا له رهائن ، فأجابهم إلى ما طلبوا ، وعاد إلى بغداذ .
وأرسل إلى أحمد بن عيسى بن الشيخ يطلب منه ما أخذه من أموال ابن كنداجيق بآمد ، فبعثه إليه ومعه هدايا كثيرة . وكان مع المعتضد حاد جيد الحداء فقال في تلك الليالي يحدو للمعتضد :
وقد أشرف على جبل يقال له : نوباذ ، فأنشد الأعرابي
فأجهشت للتوباذ حين رأيته وهللت للرحمن حين رآني وقلت له أين الذين عهدتهم
بظلك في أمن ولين زماني فقال مضوا واستخلفوني مكانهم
ومن ذا الذي يبقى على الحدثان