ذكر عدة حوادث
في سنة ست وثلاثمائة ، فافتتح عدة حصون ، وغنم ، وسلم . غزا بشر الأفشيني بلاد الروم
وغزا ثمل في بحر الروم ، فغنم ، وسبى ، وعاد ، وكان على الموصل أبو أحمد بن حماد الموصلي .
وفيها دخل جني الصفواني بلاد الروم ، فنهب ، وخرب ، وأحرق ، وفتح وعاد ، فقرئت الكتب على المنابر ببغداذ بذلك .
وفيها وقعت ، فأخذ الخليفة جماعة منهم وسيرهم إلى البصرة فحبسوا . فتنة ببغداذ بين العامة والحنابلة
وفيها في أول يوم من المحرم ، وهو مستهل هذه السنة - فتح المارستان الذي بنته السيدة أم المقتدر ، وجلس فيه سنان بن ثابت الطبيب ورتبت فيه الأطباء والخدم والقومة وكانت نفقته في كل شهر ستمائة دينار ، وأشار سنان بن ثابت على الخليفة ببناء مارستان فقبل منه وبني وسمي المقتدري .
وفيها شغب العامة وأرجفوا بموت المقتدر ، فركب في الجحافل حتى بلغ الثريا ورجع من باب العامة ووقف طويلا ليراه الناس ثم ركب إلى الشماسية وانحدر إلى دار الخلافة في دجلة فسكنت الفتن . وفيها أمرت السيدة أم المقتدر قهرمانة لها تعرف بثمل أن تجلس في التربة التي بنتها بالرصافة في كل يوم جمعة ، وأن تنظر في المظالم التي ترفع إليها في القصص ، وحضر في مجلسها القضاة والفقهاء .
وحج بالناس فيها الفضل بن عبد الملك الهاشمي . وفى ربيع الآخر: توفي محمد بن خلف وكيع ، فتقلد أبو جعفر ابن البهلول ما كان يتولاه من القضاء بمدينة المنصور وقضاء الأهواز .
وفى هذا الشهر شغب أهل السجن الجديد ، وصعدوا السور ، فركب نزار بن محمد صاحب الشرطة ، وحاربهم ، وقتل منهم واحدا ، ورمى برأسه إليهم فسكنوا . وفي هذه السنة عزل نزار عن شرطة بغداذ ، وجعل فيها نجح الطولوني ، وجعل في الأرباع فقهاء يكون عمل أصحاب الشرطة بفتواهم ، فضعفت هيبة السلطنة بذلك ، وطمع اللصوص والعيارون ، وكثرت الفتن ، وكبست دور التجار ، وأخذت بنات الناس في الطريق المنقطعة ، ( وكثر المفسدون ) . وفي هذه السنة: وثب بنو هاشم على علي بن عيسى لتأخر أرزاقهم ، فمدوا أيديهم إليه ، فأمر المقتدر بالقبض عليهم وتأديبهم ونفاهم إلى البصرة ، وأسقط أرزاقهم ، فسأل فيهم علي بن عيسى [فردوا] فتواروا وقبض على ابنه وبيعت أمواله وأملاكه ، وحوسب ، وكان [مما أعطى] سبعمائة ألف [دينار] ، وكان السبب أنه أخر إطلاق [أرزاقهم] ، وأرزاق الجند ، واحتج بضيق المال ، [وكان قد] صرفه إلى محاربة ابن أبي الساج ، فطلب من المقتدر إطلاق مائتي ألف دينار من بيت المال [لإعطاء الجند] ، فثقل ذلك على المقتدر ، وراسل ابن الفرات فإنه كان قد ضمن له أن يقوم بسائر النفقات ، فاحتج بما أنفق على محاربة ابن أبي الساج ، فلم يسمع اعتذاره . وكوتب في الوقت أبو محمد حامد بن العباس بالإصعاد إلى الحضرة ، فلما قدم خلع عليه وبان عجزه في التدبير ، فأشير عليه أن يطلب علي بن عيسى [يكون بين يديه ففعل ، فأخرج علي بن عيسى فحمل] إلى حامد ، فكان يحضر ومعه دواة وينظر في الأعمال ويوقع ، فتفرد حينئذ أبو الحسن علي بن عيسى بتدبير جميع أمور المملكة ، وصار حامد لا يأمر في شيء [بتة] . كما تقدم
وقلد أبو عمر القاضي المظالم في جمادى الآخرة من هذه السنة