ذكر عدة حوادث
في سنة سبع وثلاثمائة وقع حريق بالكرخ من بغداذ ، فاحترق فيه كثير من الدور والناس .
وفيها ، وقلد بني بن نفيس شهرزور فامتنعت عليه ، فاستمد المقتدر ، فسير إليه جيشا ، فحصرها ولم يفتحها ، وقلد القتال بالموصل وأعمالها . قلد إبراهيم بن حمدان ديار ربيعة
وفيها أوقع ثمل متولي الغزو في البحر بمراكب للمهدي العلوي ، صاحب إفريقية ، وقتل جماعة ممن فيها ، وأسر خادما له .
وفيها انقض كوكب عظيم ، ( فاشتد ضوءه وعظم ) ، وتفرق ثلاث فرق ، وسمع عند انقضاضه مثل صوت الرعد الشديد ، ولم يكن في السماء غيم .
وفيها كانت فتنة بالموصل بين أصحاب الطعام وبين الأساكفة ، واحترق سوق الأساكفة وما فيه ، وكان الوالي على الموصل وأعمالها العباس بن محمد بن إسحاق بن كنداج ، وكان خارجا عن البلد ، فسمع بالفتنة ، فرجع ليوقع بأهل الموصل ، فعزموا على قتاله ، وحصنوا البلد ، وسدوا الدروب فلما علم بذلك ترك قتالهم ، وأمر الأعراب بتخريب الأعمال ، فصاروا يقطعون الطريق على الجسر وفي الميدان ، ويقاسمونه .
فخرب البلد ، فبلغ الخبر إلى الخليفة ، فعزله سنة ثمان وثلاثمائة ، واستعمل بعده عبد الله بن محمد الفتان ، وكان عفيفا ، صارما ، كف الأعراب عن البلد . وفيها: أنه ابتيعت دار محمد بن إسحاق بن كنداج لإبراهيم بن المقتدر بثلاثين ألف دينار ، واتخذت للأمراء من أولاد الخليفة دور . وفي ربيع الآخر منها دخل بأسارى من الكرخ نحو من مائة وخمسين أسيرا أنقذهم الأمير بدر الحمامي . وفيها دخلت القرامطة إلى البصرة فأكثروا فيها الفساد .
وفيها عزل حامد بن العباس عن الوزارة وأعيد إليها أبو الحسن بن الفرات المرة الثالثة .
وفيها كسرت العامة أبواب السجون فأخرجوا من كان بها ، فأدركت الشرطة الذين أخرجوا من السجن فلم يفتهم أحد منهم ، بل ردوا إلى السجون .
وحج بالناس في هذه السنة أحمد بن العباس أخو أم موسى القهرمانة .