دخول القرامطة الكوفة
وفي سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة دخل أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة ، وكان سبب ذلك أن أبا طاهر أطلق من كان عنده من الأسرى الذين كان أسرهم من الحجاج ، وفيهم ابن حمدان وغيره ، وأرسل إلى المقتدر يطلب البصرة والأهواز ، فلم يجبه إلى ذلك ، فسار من هجر يريد الحاج .
وكان جعفر بن ورقاء الشيباني متقلدا أعمال الكوفة وطريق مكة ، فلما سار الحجاج من بغداذ سار جعفر بين أيديهم خوفا من أبي طاهر ، ومعه ألف رجل من بني شيبان ، وسار مع الحجاج من أصحاب السلطان ثمل صاحب البحر ، وجني الصفواني ، وطريف السبكري وغيرهم ، في ستة آلاف رجل ، فلقي أبو طاهر القرمطي ( جعفرا الشيباني ، فقاتله جعفر .
فبينما هو يقاتله إذ طلع جمع من القرامطة ) عن يمينه ، فانهزم من بين أيديهم فلقي القافلة الأولى وقد انحدرت من العقبة ، فردهم إلى الكوفة ومعهم عسكر الخليفة ، وتبعهم أبو طاهر إلى باب الكوفة ، فقاتلهم ، فانهزم عسكر الخليفة ، وقتل منهم ، وأسر جنيا الصفواني ، وهرب الباقون والحجاج من الكوفة ، ودخلها أبو طاهر ، وأقام ستة أيام بظاهر الكوفة يدخل البلد نهارا فيقيم في الجامع إلى الليل ، ثم يخرج يبيت في عسكره ، وحمل منها ما قدر على حمله من الأموال والثياب وغير ذلك ، وعاد إلى هجر .
ودخل المنهزمون بغداذ ، فتقدم المقتدر إلى مؤنس المظفر بالخروج إلى الكوفة ، وأنفق على خروجه إلى هنالك ألف ألف دينار فسار إليها ، فبلغها وقد عاد القرامطة عنها ، فاستخلف عليها ياقوتا ، وسار مؤنس إلى واسط خوفا عليها من أبي طاهر ، وخاف أهل بغداذ وانتقل الناس إلى الجانب الشرقي أحد .