ذكر عدة حوادث
وفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة ضمن أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان أعمال الخراج والضياع بالموصل ، وقردى ، وبازبدى ، وما يجري معها .
، ( وكان في ) بغداذ . وفيها سار ثمل إلى عمله بالثغور
مع الدمستق ، ومعه مليح الأرمني صاحب الدروب ، فنزلوا على ملطية ، وحصروها ، فصبر أهلها ، ففتح الروم أبوابا من الربض ، فدخلوا ، فقاتلهم أهله ، وأخرجوهم منه ، ولم يظفروا ( من المدينة ) بشيء ، وخربوا قرى كثيرة من قراها ، ونبشوا الموتى ، ومثلوا بهم ، ورحلوا عنهم ، وقصد أهل ملطية بغداذ مستغيثين ، في جمادى الأولى ، فلم يعانوا ، فعادوا بغير فائدة ، وغزا أهل طرسوس صائف? ، فغنموا وعادوا . وفيها ، في ربيع الآخر ، خرجت الروم إلى ملطية وما يليها
، ولم يحضر غسل أبيه ، ولا الصلاة عليه ، وكان الوزير قد أطلق من محبسه قبل موته . وفيها توفي الوزير أبو القاسم الخاقاني ، وهرب ابنه عبد الوهاب
وفيها توجه أبو طاهر القرمطي نحو مكة ، فبلغ خبره إلى أهلها ، فنقلوا حرمهم وأموالهم إلى الطائف وغيره خوفا منه .
وفيها كتب الكلوذاني إلى الوزير الخصيبي ، قبل عزله ، بأن أبا طالب النوبندجاني قد صار يجري مجرى أصحاب الأطراف ، وأنه قد تغلب على ضياع السلطان ، واستغل منها جملة عظيمة ، فصودر أبو طالب على مائة ألف دينار . ووقع ببغداد حريق في مكانين ، مات بسببه خلق كثير ، واحترق بأحدهما ألف دار ودكان ، وجاءت الكتب بموت الدمستق ملك النصارى - لعنه الله - فقرئت الكتب على المنابر بذلك ، وجاءت الكتب من مكة أن أهلها في غاية الانزعاج بسبب اقتراب القرمطي إليهم وقصده إياهم ، فرحلوا منها إلى الطائف وتلك النواحي ، وهبت ريح عظيمة بنصيبين اقتلعت الأشجار وهدمت البيوت .
قال ابن الجوزي : وفي يوم الأحد لثمان مضين من شوال منها - وهو سابع كانون الأول - سقط ببغداد ثلج عظيم جدا وحصل بسببه برد شديد ، بحيث أتلف كثيرا من النخيل والأشجار ، وجمدت الأدهان حتى الأشربة ، وماء الورد ، والخل ، والخلجان الكبار ، ودجلة .
وعقد بعض مشايخ الحديث مجلس التحديث على متن دجلة من فوق الجمد ، وكتب عنه الحديث هنالك ، ثم انكسر البرد بمطر وقع ، فأزال ذلك كله ، ولله الحمد .
وقدم الحجاج من خراسان إلى بغداد فاعتذر إليهم مؤنس الخادم بأن القرامطة قد قصدوا مكة فرجعوا ، ولم يتهيأ الحج في هذه السنة من ناحية العراق بالكلية . وانعزل في هذه السنة أبو جعفر بن البهلول القاضي عن القضاء ، فقيل له : لم فعلت ؟ قال : أريد أن يكون بين الصدر والقبر فرجة ، ومات بعد سنتين .