ذكر عزل ابن مقلة ووزارة سليمان بن الحسن
وفي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة عزل الوزير أبو علي محمد بن مقلة من وزارة الخليفة .
وكان سبب عزله أن المقتدر كان يتهمه بالميل إلى مؤنس المظفر ، وكان المقتدر مستوحشا من مؤنس ، ويظهر له الجميل ، فاتفق أن مؤنسا خرج إلى أوانا ، وعكبرا ، فركب ابن مقلة إلى دار المقتدر آخر جمادى الأولى ، فقبض عليه .
وكان بين محمد بن ياقوت وبين ابن مقلة عداوة ، فأنفذ إلى داره ، بعد أن قبض عليه ، وأحرقها ليلا .
وكان قد أنفق عليها مائة ألف دينار ، فانتهب الناس أخشابها وما وجدوا فيها من حديد ورصاص وغير ذلك ، وصادره الخليفة بمائتي ألف دينار . وأراد المقتدر أن يستوزر الحسين بن القاسم بن عبد الله ، وكان مؤنس قد عاد فأنفذ ( إلى المقتدر مع علي بن عيسى يسأل أن يعاد ابن مقلة ، فلم يجب ) المقتدر إلى ذلك ، وأراد قتل ابن مقلة ، فرده عن ذلك ، فسأل مؤنس أن لا يستوزر الحسين ، فتركه ، واستوزر سليمان بن الحسن منتصف جمادى الأولى ، وأمر المقتدر بالله علي بن عيسى بالاطلاع على الدواوين ، وأن لا ينفرد سليمان عنه بشيء ، وصودر أبو علي بن مقلة بمائتي ألف دينار ، وكانت مدة وزارته سنتين وأربعة أشهر وثلاثة أيام .