في هذه السنة ، ويقلده بعد ذلك ما شاء من البلدان ، ويحسن إليه ، ويلتمس منه أن يكف عن الحاج جميعهم ، وأن يرد الحجر الأسود إلى موضعه بمكة ، فأجاب أبو طاهر إلى أنه لا يتعرض للحاج ، ولا يصيبهم بمكروه ، ولم يجب إلى رد الحجر الأسود إلى مكة ، وسأل أن يطلق له الميرة من البصرة ليخطب في أعمال هجر ، فسار الحاج إلى مكة وعاد ولم يتعرض لهم القرامطة . أرسل محمد بن ياقوت حاجب الخليفة رسولا إلى أبي طاهر القرمطي يدعوه إلى طاعة الخليفة ، ليقره على ما بيده من البلاد
وفيها في ذي القعدة ، فتقدم إلى الجند الحجرية والساجية بالتجهز للمسير معه ، وبذل مالا يتجهزون به ، فامتنعوا وتجمعوا وقصدوا دار محمد بن ياقوت ، فأغلظ لهم في الخطاب ، فسبوا ، ورموا داره بالحجارة ، ولما كان الغد قصدوا داره أيضا ، وأغلظوا له في الخطاب ، وقاتلوا من بداره من أصحابه ، فرماهم أصحابه وغلمانه بالنشاب ، فانصرفوا وبطلت الحركة إلى الأهواز . عزم محمد بن ياقوت على المسير إلى الأهواز ; لمحاربة عسكر مرداويج