وفيها أرسل ملك الروم إلى المتقي لله يطلب منديلا ، زعم أن المسيح مسح به وجهه ، فصارت صورة وجهه فيه ، وأنه في بيعة الرها . وذكر أنه إن أرسل المنديل ، أطلق عددا كثيرا من أسارى المسلمين ، فأحضر المتقي لله القضاة والفقهاء ، واستفتاهم فاختلفوا ، فبعض رأى تسليمه إلى الملك وإطلاق الأسرى ، وبعض قال : إن هذا المنديل لم يزل من قديم الدهر في بلاد الإسلام لم يطلبه ملك من ملوك الروم ، وفي دفعه إليهم غضاضة .
وكان في الجماعة علي بن عيسى الوزير ، فقال : إن خلاص المسلمين من الأسر ومن الضر والضنك الذي هم فيه أولى من حفظ هذا المنديل ، فأمر الخليفة بتسليمه إليهم ، وإطلاق الأسرى ، ففعل ذلك وأرسل إلى الملك من يتسلم الأسرى من بلاد الروم ، فأطلقوا .